responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 161

161

(1) - طِينٍ» المراد بالإنسان ولد آدم (ع) و هو اسم الجنس فيقع على الجميع عن ابن عباس و مجاهد و أراد بالسلالة الماء يسل من الظهر سلا من طين أي من طين آدم لأنها تولدت من طين خلق آدم منه قال الكلبي يقول من نطفة سلت تلك النطفة من طين و قيل أراد بالإنسان آدم (ع) لأنه استل من أديم الأرض عن قتادة } «ثُمَّ جَعَلْنََاهُ» يعني ابن آدم الذي هو الإنسان «نُطْفَةً فِي قَرََارٍ مَكِينٍ» يعني الرحم مكن فيه الماء بأن هيأ لاستقراره فيه إلى بلوغ أمده الذي جعل له‌} «ثُمَّ خَلَقْنَا اَلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا اَلْعَلَقَةَ مُضْغَةً» مفسر في سورة الحج «فَخَلَقْنَا اَلْمُضْغَةَ عِظََاماً» أي جعلنا تلك المضغة من اللحم عظاما «فَكَسَوْنَا اَلْعِظََامَ لَحْماً» أي فأنبتنا اللحم على العظام كاللباس. بين سبحانه تنقل أحوال الإنسان في الرحم حتى استكمل خلقه لينبه على بدائع حكمته و عجائب صنعته و كمال نعمته «ثُمَّ أَنْشَأْنََاهُ خَلْقاً آخَرَ» أي نفخنا فيه الروح عن ابن عباس و مجاهد و عكرمة و الشعبي و الضحاك و قيل هو نبات الشعر و الأسنان و إعطاء الفهم عن قتادة و قيل يعني ثم أنشأناه ذكرا و أنثى عن الحسن «فَتَبََارَكَ اَللََّهُ أَحْسَنُ اَلْخََالِقِينَ» أي تعالى الله و دام خبره و ثبت و قيل معناه استحق التعظيم بأنه قديم لم يزل و لا يزال لأنه مأخوذ من البروك الذي هو الثبوت و قال «أَحْسَنُ اَلْخََالِقِينَ» لأنه لا تفاوت في خلقه و أصل الخلق التقدير يقال خلقت الأديم إذا قسته لتقطع منه شيئا و قال حذيفة في هذه الآية تصنعون و يصنع الله و هو خير الصانعين و في هذا دليل على أن اسم الخلق قد يطلق على فعل غير الله تعالى إلا أن الحقيقة في الخلق لله سبحانه فقط فإن المراد من الخلق إيجاد الشي‌ء مقدرا تقديرا لا تفاوت فيه و هذا إنما يكون من الله سبحانه و تعالى و دليله قوله أَلاََ لَهُ اَلْخَلْقُ وَ اَلْأَمْرُ و روي أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان يكتب لرسول الله ص فلما بلغ إلى قوله «خَلْقاً آخَرَ» خطر بباله «فَتَبََارَكَ اَللََّهُ أَحْسَنُ اَلْخََالِقِينَ» فلما أملاها رسول الله كذلك قال عبد الله إن كان نبيا يوحى إليه فأنا نبي يوحى إلي فلحق بمكة مرتدا و لو صح هذا فإن هذا القدر لا يكون معجزا و لا يمتنع أن يتفق ذلك من الواحد منا لكن هذا الشقي إنما اشتبه عليه أو شبه على نفسه لما كان في صدره من الكفر و الحسد للنبي ص } «ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذََلِكَ» أي بعد ما ذكرنا من تمام الخلق «لَمَيِّتُونَ» عند انقضاء آجالكم‌} «ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ تُبْعَثُونَ» أي تحشرون إلى الموقف و الحساب و الجزاء أخبر الله سبحانه أن هذه البنية العجيبة المبنية على أحسن إتقان و إحكام تنقض بالموت لغرض صحيح و هو البعث و الإعادة و هذا لا يمنع من الإحياء في القبور لأن إثبات البعث في القيامة لا يدل على نفي ما عداه أ لا ترى أن الله سبحانه أحيا الذين أخرجوا من ديارهم و هم ألوف و أحيا قوم موسى على الجبل بعد ما أماتهم‌و في الآية

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست