responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 152

(1) - من هذا القرآن الذي تستمعون و أشد عليكم منه ثم فسر ذلك فقال «اَلنََّارُ» أي هو النار «وَعَدَهَا اَللََّهُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا وَ بِئْسَ اَلْمَصِيرُ» أي المرجع و المأوى ثم خاطب سبحانه جميع المكلفين فقال‌} «يََا أَيُّهَا اَلنََّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ» قال الأخفش إن قيل فأين المثل الذي ذكر الله في قوله «ضُرِبَ مَثَلٌ» قيل ليس هاهنا مثل و المعنى أن الله قال ضرب لي مثل أي شبه في الأوثان ثم قال فاستمعوا لهذا المثل الذي جعلوه مثلي و قال القتيبي هاهنا مثل لأنه ضرب مثل هؤلاء الذين يعبدون الأصنام بمن عبد من لا يخلق ذبابا و قيل معناه أثبت حديثا يتعجب منه فاستمعوا له لتقفوا على جهل الكفار من قولك ضربت خيمة أي نصبتها و أثبتها و قيل معناه جعل ذلك كالشي‌ء اللازم الثابت من قولك ضرب السلطان الجزية على أهل الذمة «إِنَّ اَلَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ» يعني الأصنام و كان ثلثمائة و ستين صنما حول الكعبة «لَنْ يَخْلُقُوا ذُبََاباً» في صغره و قلته‌ «وَ لَوِ اِجْتَمَعُوا لَهُ وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ اَلذُّبََابُ شَيْئاً» مما عليهم قال ابن عباس كانوا يطلون أصنامهم بالزعفران فيجف فيأتي الذباب فيختلسه «لاََ يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ» أي لا يقدرون على استنقاذه منه «ضَعُفَ اَلطََّالِبُ وَ اَلْمَطْلُوبُ» الطالب الذباب و المطلوب الصنم عن ابن عباس و روي عنه على العكس من هذا و هو أن الطالب الصنم و المطلوب الذباب فعلى هذا يكون معناه ضعف السالب و المسلوب و قيل إن معناه راجع إلى العابد و المعبود أي جهل العابد و المعبود و قهر العابد و المعبود عن الضحاك و هو معنى قول السدي الطالب الذي يطلب إلى هذا الصنم بالتقرب إليه و الصنم المطلوب إليه «مََا قَدَرُوا اَللََّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» أي ما عظموه حق عظمته حيث جعلوا هؤلاء الأصنام شركاء له عن الحسن و الفراء و قيل معناه ما عرفوه حق معرفته عن الأخفش و قيل ما وصفوه حق صفته عن قطرب «إِنَّ اَللََّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ» أي قادر لا يقدر أحد على مغالبته‌} «اَللََّهُ يَصْطَفِي مِنَ اَلْمَلاََئِكَةِ رُسُلاً» يعني جبرائيل و ميكائيل «وَ مِنَ اَلنََّاسِ» يعني النبيين «إِنَّ اَللََّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ» سميع بأقوالهم بصير بضمائرهم و أفعالهم.

النظم‌

إنما اتصل قوله وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ بقوله‌ إِنَّكَ عَلى‌ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ أي و من خالفك على الكفر و الضلال و إنما اتصل قوله يََا أَيُّهَا اَلنََّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ بقوله وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ ما لا حجة لهم فيه و المعنى أن من لا يقدر على خلق ذباب مع صغره و إذا سلبه الذباب شيئا لا يقدر على استرداده فكيف يستحق أن يعبد ثم قال مََا قَدَرُوا اَللََّهَ حَقَّ قَدْرِهِ أي من أشرك غيره معه في العبادة مع كمال قدرته فما عرفه حق معرفته ثم قال الله يَصْطَفِي مِنَ اَلْمَلاََئِكَةِ رُسُلاً ليعلم أنه سبحانه إنما اصطفاهم لعبادتهم إياه فمن‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست