نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 140
(1) - العمل بالعلم على مقتضى الحكمة و المشيد المرتفع من الأبنية شاد الرجل بناه يشيده و شيده و يشيده قال عدي بن زيد :
شاده مرمرا و جلله كلسا # فللطير في ذرأه وكور
و قال امرؤ القيس :
و تيماء لم يترك بها جذع نخلة # و لا أطمأ إلا مشيدا بجندل
و قيل المشيد المجصص و المبني بالشيد و الشيد الجص و الجيار و الجيار الصاروج .
المعنى
ثم وصف سبحانه من ذكرهم من المهاجرين فقال «اَلَّذِينَ إِنْ مَكَّنََّاهُمْ فِي اَلْأَرْضِ أَقََامُوا اَلصَّلاََةَ وَ آتَوُا اَلزَّكََاةَ» و التمكين إعطاء ما يصح معه الفعل فإن كان الفعل لا يصح إلا بآلة فالتمكين إعطاء تلك الآلة لمن فيه القدرة و كذلك إن كان لا يصح الفعل إلا بعلم و نصب و دلالة واضحة و سلامة و لطف و غير ذلك فالتمكين إعطاء جميع ذلك و إن كان الفعل يكفي في صحة وجوده مجرد القدرة فخلق القدرة التمكين فالمعنى الذين أعطيناهم ما به يصح الفعل منهم و سلطناهم في الأرض أدوا الصلاة بحقوقها و أعطوا ما افترض الله عليهم من الزكاة «وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ اَلْمُنْكَرِ» و هذا يدل على وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و المعروف هو الحق لأنه يعرف صحته و المنكر هو الباطل لأنه لا يمكن معرفة صحته قال الزجاج هذه صفة من في قوله مَنْ يَنْصُرُهُ و قال الحسن و عكرمة هم هذه الأمة و قال أبو جعفر (ع ) نحن هم و الله«وَ لِلََّهِ عََاقِبَةُ اَلْأُمُورِ» هو كقوله وَ إِلَى اَللََّهِ تُرْجَعُ اَلْأُمُورُ و معناه أنه يبطل كل ملك سوى ملكه فتصير الأمور إليه بلا مانع و لا منازع ثم عزى سبحانه نبيه ص عن تكذيبهم إياه و خوف مكذبيه بذكر من كذبوا أنبيائهم فأهلكوا فقال} «وَ إِنْ يُكَذِّبُوكَ» يا محمد }} «فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَ عََادٌ وَ ثَمُودُ ` وَ قَوْمُ إِبْرََاهِيمَ وَ قَوْمُ لُوطٍ وَ أَصْحََابُ مَدْيَنَ » كل أمة من هؤلاء الأمم فقد كذبت نبيها ثم قال «وَ كُذِّبَ مُوسىََ » و لم يقل و قوم موسى لأن قومه بنو إسرائيل و كانوا آمنوا به و إنما كذبه فرعون و قومه «فَأَمْلَيْتُ لِلْكََافِرِينَ» أي أخرت عقوبتهم و أمهلتهم يقال أملى الله لفلان في العمر إذا أخر عنه أجله
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 140