نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 14
(1) - و هو المفعول الثاني و التقدير لنريك الآية الكبرى من آياتنا. « هََارُونَ » بدل من قوله «وَزِيراً» و يجوز أن يكون منصوبا بإضمار فعل كأنه قال أعني هارون أخي أو استوزر لي هارون لأن وزيرا يدل عليه و أخي صفة لهارون و يجوز أن يكون بدلا منه قال الزجاج يجوز أن يكون هارون مفعولا أول لأجعل و وزيرا مفعولا ثانيا له و على هذا فيكون مثل قوله تعالى «وَ جَعَلُوا لِلََّهِ شُرَكََاءَ اَلْجِنَّ» في أن المفعول الثاني من هذا الباب قد تقدم على المفعول الأول و لو قرأ بالرفع هارون لكان خبر مبتدإ محذوف كأنه قيل من هذا الوزير فقيل هو هارون و كثيرا نعت مصدر محذوف في الموضعين أي تسبيحا كثيرا و ذكرا كثيرا و يجوز أن يكون نعتا لظرف محذوف تقديره نسبحك وقتا كثيرا و نذكرك وقتا كثيرا.
المعنى
ثم بين سبحانه ما أعطي موسى من المعجزات فقال «وَ مََا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يََا مُوسىََ » سأله عما في يده من العصا تنبيها له عليها ليقع المعجز بها بعد التثبت فيها و التأمل لها} «قََالَ» موسى «هِيَ عَصََايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْهََا» أي أعتمد عليها إذا مشيت و التوكؤ التحامل على العصا في المشي «وَ أَهُشُّ بِهََا عَلىََ غَنَمِي» أي و أخبط بها ورق الشجر لترعاه غنمي «وَ لِيَ فِيهََا مَآرِبُ أُخْرىََ» و لم يقل أخر ليوافق رءوس الآي أي حاجات أخرى فنص على اللازم و كنى عن العارض قال ابن عباس كان يحمل عليها زاده و يركزها فيخرج منه الماء و يضرب بها الأرض فيخرج ما يأكل و كان يطرد بها السباع و إذا ظهر عدو حاربت و إذا أراد الاستسقاء من بئر طالت و صارت شعبتاها كالدلو و كان يظهر عليها كالشمعة فتضيء له الليل و كانت تحدثه و تؤنسه و إذا طالت شجرة حناها بمحجنها}} «قََالَ» الله سبحانه «أَلْقِهََا يََا مُوسىََ ` فَأَلْقََاهََا فَإِذََا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعىََ» أي تمشي بسرعة و قيل صارت حية صفراء لها عرف كعرف الفرس و جعلت تتورم حتى صارت ثعبانا و هي أكبر من الحيات عن ابن عباس و قيل أنه ألقاها و حانت منه نظرة فإذا بأعظم ثعبان نظر إله الناظرون و يمر بالصخرة مثل الخلفة من الإبل فيلقمها و تطعن أنيابه في أصل الشجرة العظيمة فتجثها و عيناه تتوقدان نارا و قد عاد المحجن عنقا فيه شعر مثل النيازك فلما عاين ذلك ولى مدبرا و لم يعقب ثم ذكر ربه فوقف استحياء منهثم نودي يا موسى ارجع إلى حيث كنت فرجع و هو شديد الخوف}فـ «قََالَ خُذْهََا» بيمينك «وَ لاََ تَخَفْ سَنُعِيدُهََا سِيرَتَهَا اَلْأُولىََ» أي سنعيدها إلى الحالة الأولى عصا و على موسى يومئذ مدرعة من صوف قد خلها بخلال فلما أمره سبحانه بأخذها أدلى طرف المدرعة على يده فقال ما لك يا موسى أ رأيت لو أذن الله بما تحاذر أ كانت المدرعة تغني
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 14