responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 120

(1) - من اضطرابه في طريق العلم إذا لم يتمكن من الدلائل المؤدية إلى الحق فينقاد لأدنى شبهة لا يمكنه حلها و قيل على حرف أي على شك عن مجاهد و قيل معناه أنه يعبد الله بلسانه دون قلبه عن الحسن قال الدين حرفان أحدهما اللسان و الثاني القلب فمن اعترف بلسانه و لم يساعده قلبه فهو على حرف «فَإِنْ أَصََابَهُ خَيْرٌ اِطْمَأَنَّ بِهِ» أي أصابه رخاء و عافية و خصب و كثرة مال اطمأن على عبادة الله بذلك الخير «وَ إِنْ أَصََابَتْهُ فِتْنَةٌ» أي اختبار بجدب و قلة مال «اِنْقَلَبَ عَلى‌ََ وَجْهِهِ» أي رجع عن دينه إلى الكفر و المعنى انصرف إلى وجهه الذي توجه منه و هو الكفر «خَسِرَ اَلدُّنْيََا وَ اَلْآخِرَةَ» أي خسر الدنيا بفراقه و خسر الآخرة بنفاقه «ذََلِكَ هُوَ اَلْخُسْرََانُ اَلْمُبِينُ» أي الضرر الظاهر لفساد عاجله و آجله و قيل خسر في الدنيا العز و الغنيمة و في الآخرة الثواب و الجنة «يَدْعُوا مِنْ دُونِ اَللََّهِ مََا لاََ يَضُرُّهُ وَ مََا لاََ يَنْفَعُهُ» أي يدعو هذا المريد بعبادته سوى الله ما لا يضره إن لم يعبده و ما لا ينفعه إن عبده «ذََلِكَ» الذي فعل «هُوَ اَلضَّلاََلُ اَلْبَعِيدُ» عن الحق و الرشد يدعوه على الوجه الآخر معناه‌} «يَدْعُوا» الذي هو الضلال البعيد «لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ» قال السدي يعني الذي ضره في الآخرة بعبادته إياه أقرب من النفع و إن كان لا نفع عنده و لكن العرب تقول لما لا يكون هذا بعيد و نفع الصنم بعيد لأنه لا يكون فلما كان نفعه بعيدا قيل لضره أنه أقرب من نفعه على معنى أنه كائن «لَبِئْسَ اَلْمَوْلى‌ََ» أي لبئس الناصر هو «وَ لَبِئْسَ اَلْعَشِيرُ» أي الصاحب المعاشر المخالط هو يعني الصنم يخالطه العابد و يصاحبه و لما ذكر الشاك في الدين بالخسران ذكر ثواب المؤمنين على الإيمان فقال‌} «إِنَّ اَللََّهَ يُدْخِلُ اَلَّذِينَ آمَنُوا» بالله و صدقوا رسله «وَ عَمِلُوا اَلصََّالِحََاتِ جَنََّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهََارُ إِنَّ اَللََّهَ يَفْعَلُ مََا يُرِيدُ» بأوليائه و أهل طاعته من الكرامة و بأعدائه و أهل معصيته من الإهانة لا يدفعه دافع و لا يمنعه مانع ثم قال‌} «مَنْ كََانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اَللََّهُ» الهاء في ينصره عائدة إلى النبي ص عن ابن عباس و قتادة و المعنى من كان يظن أن الله لن ينصر نبيه محمدا ص و لا يعينه على عدوه «فِي اَلدُّنْيََا وَ اَلْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى اَلسَّمََاءِ» أي فليشدد حبلا في سقفه «ثُمَّ لْيَقْطَعْ» أي ليمدد ذلك الحبل حتى ينقطع فيموت مختنقا و المعنى فليختنق غيظا حتى يموت فإن الله ناصره و لا ينفعه غيظه و هو قوله «فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ» أي صنعه و حيلته «مََا يَغِيظُ» ما بمعنى المصدر أي هل يذهبن كيده غيظه عن قتادة و أكثر المفسرين و قيل فليمدد بسبب إلى السماء معناه فليطلب شيئا يصل به إلى السماء المعروفة ثم ليقطع نصر الله و وحي الله عن محمد ص و ليزل بكيده ما يغيظه من نصر الله له و نزول الوحي عليه أي لا يتهيأ له ذلك و لا سبيل له إليه فليتجرع ما يغيظه و إنما قال سبحانه ذلك على وجه التبعيد أي كما لا يتهيأ لهم الوصول إلى السماء كذلك لا يتهيأ لهم إزالة ما يغيظهم من أمر رسول الله و نصره على أعدائه دائما و إنما ذكر السماء لأن النصر يأتيه من قبل السماء و من‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست