responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 823

823

(1) - نحوه عن جابر بن عبد الله الأنصاري (و الثاني) أنها عامة في جميع المؤمنين يجعل الله لهم المحبة و الألفة و المقة في قلوب الصالحين قال هرم بن حبان : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقهم مودتهم و رحمتهم و محبتهم و قال الربيع بن أنس :

إن الله إذا أحب مؤمنا قال لجبرائيل إني أحببت فلانا فأحبه فيحبه جبرائيل ثم ينادي في السماء ألا إن الله أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له قبول في أهل الأرض فعلى هذا يكون المعنى يحبهم الله و يحببهم إلى الناس (و الثالث) أن معناه يجعل الله لهم محبة في قلوب أعدائهم و مخالفيهم ليدخلوا في دينهم و يعتزوا بهم (الرابع) يجعل بعضهم يحب بعضا فيكون كل واحد منهم عضدا لأخيه المؤمن و يكونون يدا واحدة على من خالفهم (و الخامس) أن معناه سيجعل لهم ودا في الآخرة فيحب بعضهم بعضا كمحبة الوالد لولده و في ذلك أعظم السرور و أتم النعمة عن الجبائي و يؤيد القول الأول ما صح عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني و لو صببت الدنيا بجملتها على المنافق على أن يحبني ما أحبني و ذلك أنه قضى فانقضى على لسان النبي الأمي أنه قال لا يبغضك مؤمن و لا يحبك منافق‌ ثم قال سبحانه لنبيه ص‌} «فَإِنَّمََا يَسَّرْنََاهُ بِلِسََانِكَ» أي يسرنا القرآن بأن أنزلناه بلسانك و هي لغة العرب ليسهل عليهم معرفته و لو كان بلسان آخر ما عرفوه عن أبي مسلم و قيل معناه يسرناه قراءة القرآن على لسانك و مكناك من قراءته عن الجبائي «لِتُبَشِّرَ بِهِ اَلْمُتَّقِينَ» أي لتبشر بالقرآن الذين يتقون الشرك و الكبائر أي تخبرهم بما تسرهم مما أعده الله لهم «وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا» أي شدادا في الخصومة عن ابن عباس يعني قريشا و قيل قوما ذوي جدل مخاصمين عن قتادة ثم أنذرهم سبحانه و خوفهم بقوله‌} «وَ كَمْ أَهْلَكْنََا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ» أي قبل هؤلاء من قرن مكذبين للرسل و فيه تسلية للنبي ص و المعنى لا يهمنك كفرهم و شقاقهم فإن وبال ذلك راجع إليهم و قد أهلكنا قبلهم من كان مثلهم «هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ» أي هل تبصر منهم أحدا «أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً» أي صوتا عن ابن عباس و قتادة و قيل حسا عن ابن زيد و المعنى أنهم ذهبوا فلا يرى لهم عين و لا يسمع لهم صوت و كانوا أكثر أموالا و أعظم أجساما و أشد خصاما من هؤلاء فلم يغنهم ذلك لما أردنا إهلاكهم فحكم هؤلاء الكفار حكم أولئك في أنه لا يبقى منهم عين و لا أثر و الحمد لله رب العالمين.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 823
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست