نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 800
800
(1) - اَلْكِتََابِ» الذي هو القرآن « مُوسىََ إِنَّهُ كََانَ مُخْلَصاً» أخلص العبادة لله تعالى و أخلص نفسه لأداء الرسالة و بفتح اللام يكون معناه أخلصه الله بالنبوة و اختاره للرسالة «وَ كََانَ رَسُولاً» إلى فرعون و قومه «نَبِيًّا» رفيع الشأن عالي القدر} «وَ نََادَيْنََاهُ مِنْ جََانِبِ اَلطُّورِ اَلْأَيْمَنِ» الطور جبل بالشام ناداه الله تعالى من جانبه اليمين و هي يمين موسى و قيل من جانب اليمين من الطور يريد حيث أقبل من مدين و رأى النار في الشجرة و هو قوله «يََا مُوسىََ إِنِّي أَنَا اَللََّهُ رَبُّ اَلْعََالَمِينَ»«وَ قَرَّبْنََاهُ نَجِيًّا» أي مناجيا كليما قال ابن عباس : قربه الله و كلمه و معنى هذا التقريب أنه أسمعه كلامه و قيل قربه حتى سمع صرير القلم الذي كتبت به التوراة و قيل قربناه أي و رفعنا منزلته و أعلينا محله حتى صار محله منا في الكرامة و المنزلة محل من قربه مولاه في مجلس كرامته فهو تقريب كرامة و اصطفاء لا تقريب مسافة و إدناء إذ هو سبحانه لا يوصف بالحلول في مكان فيقرب من بعد أو يبعد من قرب أو يكون أحد أقرب إليه من غيره} «وَ وَهَبْنََا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنََا أَخََاهُ هََارُونَ نَبِيًّا» أي أنعمنا عليه بأخيه هارون حيث قال وَ اِجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هََارُونَ و جعلناه نبيا أشركناه في أمره و شددنا به أزره} «وَ اُذْكُرْ فِي اَلْكِتََابِ» الذي هو القرآن « إِسْمََاعِيلَ » بن إبراهيم أيضا «إِنَّهُ كََانَ صََادِقَ اَلْوَعْدِ» إذا وعد بشيء وفى به و لم يخلف «وَ كََانَ» مع ذلك «رَسُولاً نَبِيًّا» إلى جرهم و قد مضى معناه قال ابن عباس أنه واعد رجلا أن ينتظره في مكان و نسي الرجل فانتظره سنة حتى أتاه الرجل و ذلك مروي عن أبي عبد الله (ع) و قيل أقام ينتظره ثلاثة أيام عن مقاتل و قيل أن إسماعيل بن إبراهيم (ع) مات قبل أبيه إبراهيم (ع) و إن هذا هو إسماعيل بن حزقيل بعثه الله إلى قومه فسلخوا جلدة وجهه و فروة رأسه فخيره الله فيما شاء من عذابهم فاستعفاه و رضي بثوابه و فوض أمرهم إلى الله تعالى في عفوه و عقابه و رواه أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) ثم قال في آخره أتاه ملك من ربه يقرئه السلام و يقول قد رأيت ما صنع بك و قد أمرني بطاعتك فمرني بما شئت فقال يكون لي بالحسين (ع) أسوة«وَ كََانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ» أي قومه و عترته و عشيرته و قيل أمته عن الحسن «بِالصَّلاََةِ وَ اَلزَّكََاةِ» و قيل أنه كان يأمر أهله بصلاة الليل و صدقة النهار «وَ كََانَ» مع ذلك «عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا» قد رضي أعماله لأنها كلها طاعات لم تكن فيها قبائح و قيل مرضيا معناه صالحا زكيا رضيا فحصل له عنده المنزلة العظيمة.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 800