responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 798

798

(1) - عَصِيًّا» أي عاصيا} «يََا أَبَتِ إِنِّي أَخََافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذََابٌ مِنَ اَلرَّحْمََنِ» أي يصبك عذاب من جهة الله سبحانه لإصرارك على الكفر «فَتَكُونَ لِلشَّيْطََانِ وَلِيًّا» أي فتكون موكولا إلى الشيطان و هو لا يغني عنك شيئا عن الجبائي و قيل معناه فتكون لا حقا بالشيطان باللعن و الخذلان و اللاحق يسمى التالي و الذي يتلو الشي‌ء و الذي يليه سواء عن أبي مسلم و قيل فتكون له قرينا في النار و قيل معناه فيكون الشيطان ولي نصرتك و لم يقل فيكون الشيطان وليك لأنه أبلغ في الفضيحة و إنما أراد زجره عن موالاة الشيطان لا تحقيق النصرة يعني إذا لم يكن لك إلا نصرته فأنت مخذول لا ناصر لك و قد بينا فيما مضى أن الذي يقوله أصحابنا أن هذا الخطاب من إبراهيم (ع) إنما توجه إلى من سماه الله أبا له لأنه كان جدا لإبراهيم (ع) لأمه و أن أباه الذي ولده كان اسمه تارخ لإجماع الطائفة على أن آباء نبينا ص إلى آدم (ع) كلهم مسلمون موحدون‌ و لما روي عنه ص أنه قال لم يزل ينقلني الله تعالى من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات حتى أخرجني في عالمكم هذا و الكافر غير موصوف بالطهارة لقوله تعالى‌ «إِنَّمَا اَلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ» «قََالَ» آزر مجيبا لإبراهيم (ع) حين دعاه إلى الإيمان «أَ رََاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي» أي أ معرض أنت عن عبادة آلهتي التي هي الأصنام «يََا إِبْرََاهِيمُ » و تارك لها و زاهد فيها «لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ» أي لئن لم تمتنع عن هذا «لَأَرْجُمَنَّكَ» بالحجارة عن الحسن و الجبائي و قيل لأرمينك بالذنب و العيب و أشتمنك عن السدي و ابن جريج و قيل معناه لأقتلنك «وَ اُهْجُرْنِي مَلِيًّا» أي فارقني دهرا طويلا عن الحسن و مجاهد و سعيد بن جبير و السدي و قيل مليا سويا سليما عن عقوبتي عن ابن عباس و قتادة و عطاء و الضحاك من قولهم فلان ملي بهذا الأمر إذا كان كاملا فيه مضطلعا به‌} «قََالَ» إبراهيم «سَلاََمٌ عَلَيْكَ» سلام توديع و هجر على ألطف الوجوه و هو سلام متاركة و مباعدة منه عن الجبائي و أبي مسلم و قيل هذا سلام إكرام و بر فقابل جفوة أبيه بالبر تأدية لحق الأبوة أي هجرتك على وجه جميل من غير عقوق «سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي» قيل فيه أقوال (أحدها) أنه إنما وعده بالاستغفار على مقتضى العقل و لم يكن بعد قد استقر قبح الاستغفار للمشركين (و ثانيها) أنه قال سأستغفر لك ربي على ما يصح و يجوز من تركك عبادة الأوثان و إخلاص العبادة لله تعالى عن الجبائي (و ثالثها) أن معناه سأدعو الله أن لا يعذبك في الدنيا عن الأصم «إِنَّهُ كََانَ بِي حَفِيًّا» أي بارا لطيفا رحيما عن ابن عباس و مقاتل و قيل إن الله عودني إحسانه و كان لي مكرما و قيل كان عالما بي و بما أبتغيه من مجالدتك لعله يهديك‌} «وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ مََا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ» أي و أتنحى منكم جانبا و اعتزل عبادة ما تدعون من دونه من الأصنام «وَ أَدْعُوا» أي و أعبد «رَبِّي عَسى‌ََ أَلاََّ أَكُونَ بِدُعََاءِ رَبِّي شَقِيًّا» كما شقيتم بدعاء الأصنام و إنما ذكر عسى على وجه‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 798
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست