نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 797
(1) -
القراءة
قد ذكرنا الاختلاف بين القراء في قوله «يََا أَبَتِ» و الوجه في ذلك في سورة يوسف (ع) .
اللغة
الصديق هو كثير التصديق بالحق حتى يصير علما فيه و الرغبة عن الشيء نقيض الرغبة فيه و الترغيب الدعاء إلى الرغبة في الشيء و الانتهاء الامتناع من الفعل المنهي عنه يقال نهاه عن الأمر فانتهى و أصله النهاية و النهي زجر عن الخروج من النهاية المذكورة و التناهي بلوغ نهاية الحد و الرجم الرمي بالحجارة و الرجم الشتم و أصله من الرجم و الرجام و هو الحجارة و الملي الدهر الطويل قال الفراء : يقال كنت عندنا ملوة و ملوة و ملوة و ملاوة و ملاوة و كله من طول المقام و الحفي المستقصي في السؤال و الخفي اللطيف بعموم النعمة و أصل الباب الاستقصاء تقول تحفيت به أي بالغت في إكرامه و حفوته من كل خير بالغت في منعه و أحفيت شاربي بالغت في أخذه حتى استأصلته و أحفيت في السؤال بالغت و كل شيء استوصل فقد احتفى و تقول العرب جاءني لسان فلان أي مدحه و ذمه قال عامر بن الحرث :
إني أتتني لسان لا أسر بها # من علو لا عجب منها و لا سخر
جاءت مرجمة قد كنت أحذرها # لو كان ينفعني الإشفاق و الحذر
.
الإعراب
قال الزجاج : العرب تقول في النداء يا أبت و يا أمت و لا يقال قال أبتي كذا و قالت أمتي كذا و زعم الخليل و سيبويه أنهما بمنزلة قولهم يا عمة و يا خالة و زعم أنه بمنزلة قولهم رجل ربعة و غلام يفعة و أن الهاء عوض من ياء الإضافة في يا أبي و يا أمي و قوله «مَلِيًّا» منصوب على الظرف و كلا مفعول جعلنا.
المعنى
ثم ذكر سبحانه قصة إبراهيم (ع) فقال «وَ اُذْكُرْ» يا محمد «فِي اَلْكِتََابِ» أي القرآن « إِبْرََاهِيمَ إِنَّهُ كََانَ صِدِّيقاً» أي كثير التصديق في أمور الدين عن الجبائي و قيل صادقا مبالغا في الصدق فيما يخبر عن الله تعالى عن أبي مسلم «نَبِيًّا» أي عليا رفيع الشأن برسالة الله تعالى} «إِذْ قََالَ لِأَبِيهِ»آزر«يََا أَبَتِ» أي يا أبي و دخلت التاء للمبالغة في تحقيق الإضافة «لِمَ تَعْبُدُ مََا لاََ يَسْمَعُ» دعاء من يدعوه «وَ لاََ يُبْصِرُ» من يتقرب إليه و يعبده «وَ لاََ يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً» من أمور الدنيا أي لا يكفيك شيئا فلا ينفعك و لا يضرك «يََا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جََاءَنِي مِنَ اَلْعِلْمِ» بالله و المعرفة «مََا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي» على ذلك و اقتد بي فيه «أَهْدِكَ صِرََاطاً سَوِيًّا» أي أوضح لك طريقا مستقيما معتدلا غير جائر بك عن الحق إلى الضلال} «يََا أَبَتِ لاََ تَعْبُدِ اَلشَّيْطََانَ» أي لا تطعه فيما يدعوك إليه فتكون بمنزلة من عبده و لا شبهة أن الكافر لا يعبد الشيطان و لكن من أطاع شيئا فقد عبده «إِنَّ اَلشَّيْطََانَ كََانَ لِلرَّحْمََنِ
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 797