responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 735

(1) - ربهم إذا أطاعوا إبليس عن الحسن و قيل بئس البدل طاعة الشيطان عن طاعة الرحمن عن قتادة } «مََا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ لاََ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ» أي ما أحضرت إبليس و ذريته خلق السماوات و الأرض و لا خلق أنفسهم مستعينا بهم على ذلك و لا استعنت ببعضهم على خلق بعض و هذا إخبار عن كمال قدرته و استغنائه عن الأنصار و الأعوان و يدل عليه قوله «وَ مََا كُنْتُ مُتَّخِذَ اَلْمُضِلِّينَ عَضُداً» أي الشياطين الذين يضلون الناس أعوانا يعضدونني عليه و كثيرا ما يستعمل العضد بمعنى العون و إنما وحده هنا لوفاق الفواصل و قيل إن معنى الآية أنكم اتبعتم الشيطان كما يتبع من يكون عنده علم لا ينال إلا من جهته و إنا ما أطلعتهم على خلق السماوات و الأرض و لا على خلق أنفسهم و لم أعطهم العلم بأنه كيف تخلق الأشياء فمن أين تتبعونهم و قيل معناه ما أحضرت مشركي العرب و هؤلاء الكفار خلق السماوات و الأرض و لا خلق أنفسهم أي و ما أحضرت بعضهم خلق بعض بل لم يكونوا موجودين فخلقتهم فمن أين قالوا إن الملائكة بنات الله و من أين ادعوا ذلك‌} «وَ يَوْمَ يَقُولُ» يريد يوم القيامة يقول الله للمشركين و عبدة الأصنام «نََادُوا شُرَكََائِيَ اَلَّذِينَ زَعَمْتُمْ» في الدنيا أنهم شركائي ليدفعوا عنكم العذاب‌ «فَدَعَوْهُمْ» يعني المشركين يدعون أولئك الشركاء الذين عبدوهم مع الله «فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ» أي فلا يستجيبون لهم و لا ينفعونهم شيئا «وَ جَعَلْنََا بَيْنَهُمْ» أي بين المؤمنين و الكافرين «مَوْبِقاً» و هو اسم واد عميق فرق الله به سبحانه بين أهل الهدى و أهل الضلالة عن مجاهد و قتادة و قيل بين المعبودين و عبدتهم موبقا أي حاجزا عن ابن الأعرابي أي فأدخلنا من كانوا يزعمون أنهم معبودهم مثل الملائكة و المسيح و الجنة و أدخلنا الكفار النار و قيل معناه جعلنا تواصلهم في الدنيا موبقا أي مهلكا لهم في الآخرة عن الفراء و روي ذلك عن قتادة و ابن عباس فالبين على هذا القول معناه التواصل و المعنى أن تواصلهم و توادهم في الكفر صار سبب هلاكهم في الآخرة و قيل موبقا عداوة عن الحسن فكأنه قال عداوة مهلكة و روي عن أنس بن مالك أنه قال الموبق واد في جهنم من قيح و دم.

النظم‌

وجه اتصال قوله «مََا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» بما قبله أنه يتصل اتصال الحجة التي تكشف حيرة الشبهة لأنه بمنزلة أن يقال إنكم قد أقبلتم على اتباع إبليس و ذريته و تركتم أمر الله تعالى مع كثرة الحجج و لو أشهدتهم خلق السماوات و الأرض لم يزيدوا على ما فعلتم من اتباعهم و قيل إنه سبحانه بين بذلك أنه المتفرد بالخلق و الاختراع لا شريك له فيه فلا ينبغي أن تشركوا معه في العبادة غيره أو تدعوا غيره إلها.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 735
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست