responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 731

731

(1) - اَلسَّمََاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبََاتُ اَلْأَرْضِ» أي نبت بذلك الماء نبات التف بعضه ببعض يروق حسنا و غضاضة و هذا مفسر في سورة يونس (ع) «فَأَصْبَحَ هَشِيماً» أي كسيرا مفتتا «تَذْرُوهُ اَلرِّيََاحُ» فتنقله من موضع إلى موضع فانقلاب الدنيا كانقلاب هذا النبات «وَ كََانَ اَللََّهُ عَلى‌ََ كُلِّ شَيْ‌ءٍ مُقْتَدِراً» أي قادرا لا يجوز عليه المنع قال الحسن أي كان الله مقتدرا على كل شي‌ء قبل كونه قال الزجاج و تأويله أن ما شاهدتم من قدرته ليس بحادث و أنه كذلك كأن لم يزل هذا مذهب سيبويه و قيل‌ إنه إخبار عن الماضي و دلالة على المستقبل و هذا المثل إنما هو للمتكبرين الذين اغتروا بأموالهم و استنكفوا عن مجالسة فقراء المؤمنين أخبرهم الله سبحانه أن ما كان من الدنيا لا يراد الله سبحانه به فهو كالنبت الحسن على المطر لا مادة له فهو يروق ما خالطه ذلك الماء فإذا انقطع عنه عاد هشيما لا ينتفع به ثم قال‌} «اَلْمََالُ وَ اَلْبَنُونَ زِينَةُ اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا» أي يتفاخر بهما و يتزين بهما في الدنيا و لا ينتفع بهما في الآخرة و إنما سماهما زينة لأن في المال جمالا و في البنين قوة و دفعا فصارا زينة الحياة الدنيا و كلاهما لا يبقى للإنسان فينتفع به في الآخرة «وَ اَلْبََاقِيََاتُ اَلصََّالِحََاتُ» و هي الطاعات لله تعالى و جميع الحسنات لأن ثوابها يبقى أبدا عن ابن عباس و قتادة «خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوََاباً وَ خَيْرٌ أَمَلاً» أي أفضل ثوابا و أصدق أملا من المال و البنين و سائر زهرات الدنيا فإن من الآمال كواذب و هذا أمل لا يكذب لأن من عمل الطاعة وجد ما يأمله عليها من الثواب و قيل إن الباقيات الصالحات هي ما كان يأتي به سلمان و صهيب و فقراء المسلمين و هو سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر عن ابن عباس في رواية عطا و مجاهد و عكرمة و روى أنس بن مالك عن النبي ص أنه قال لجلسائه خذوا جنتكم‌ قالوا احذر عدو قال خذوا جنتكم من النار قولوا سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر فإنهم المقدمات و هن المجيبات و هن المعقبات و هن الباقيات الصالحات و رواه أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه عن النبي ص ثم قال و لذكر الله أكبر قال ذكر الله عند ما أحل أو حرم‌ و روي عن النبي ص أنه قال إن عجزتم عن الليل أن تكابدوه و عن العدو أن تجاهدوه فلا تعجزوا عن قول سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر فإنهن من الباقيات الصالحات فقولوها و قيل‌ هي الصلوات الخمس عن ابن مسعود و سعيد بن جبير و مسروق و النخعي و روي ذلك عن أبي عبد الله (ع) و روي عنه أيضا أن من الباقيات الصالحات القيام بالليل لصلاة الليل‌ و قيل إن الباقيات الصالحات هن البنات الصالحات و الأولى حملها على العموم فيدخل فيها جميع الطاعات و الخيرات و في كتاب ابن عقدة أن أبا عبد الله (ع) قال للحصين بن عبد الرحمن يا حصين لا تستصغر مودتنا فإنها من الباقيات‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 731
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست