responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 728

(1) - فليس ذلك إلا بقدرة الله و تيسيره و لو شاء لحال بيني و بين ذلك و لنزع البركة عنه فإنه لا يقوى أحد على ما في يديه من النعمة إلا بالله و لا يكون له إلا ما شاء الله ثم رجع إلى نفسه فقال «إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مََالاً وَ وَلَداً ` فَعَسى‌ََ رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ» معناه إن كنت تراني اليوم فقيرا أقل منك مالا و عشيرة و أولادا فلعل الله أن يؤتيني بستانا خيرا من بستانك في الآخرة أو في الدنيا و الآخرة} «وَ يُرْسِلَ عَلَيْهََا حُسْبََاناً مِنَ اَلسَّمََاءِ» أي و يرسل على جنتك عذابا أو نارا من السماء فيحرقها عن ابن عباس و قتادة و قيل يرسل عليها عذاب حسبان و ذلك الحسبان حساب ما كسبت يداك عن الزجاج و قيل و يرسل عليها مرامي من عذابه إما بردا و إما حجارة أو غيرهما مما يشاء من أنواع العذاب «فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً» أي أرضا مستوية لا نبات عليها تزلق عنها القدم فتصير أضر أرض من بعد أن كانت أنفع أرض‌} «أَوْ يُصْبِحَ مََاؤُهََا غَوْراً» أي غائرا ذاهبا في باطن غامض منقطعا فيكون أعدم أرض للماء بعد أن كانت أوجد أرض للماء «فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً» أي فلن تقدر على طلبه إذا غار و لا يبقى له أثر تطلبه به فلن تستطيع رده قيل معناه فلن تستطيع طلب غير ذلك الماء بدلا عنه إلى هنا انتهى مناظرة صاحبه و إنذاره ثم قال سبحانه‌} «وَ أُحِيطَ بِثَمَرِهِ» معناه أهلك و أحيط العذاب بأشجاره و نخيله فهلكت عن آخرها تقول أحيط ببني فلان إذا هلكوا عن آخرهم و أصل الإحاطة إدارة الحائط على الشي‌ء و في الخبر أن الله عز و جل أرسل عليها نارا فأهلكها و غار ماؤها

«فَأَصْبَحَ» هذا الكافر «يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ» تأسفا و تحسرا «عَلى‌ََ مََا أَنْفَقَ فِيهََا» من المال و هو أن يضرب يديه واحدة على الأخرى عن ابن عباس و تقليب الكفين يفعله النادم كثيرا فصار عبارة عن الندم «وَ هِيَ خََاوِيَةٌ عَلى‌ََ عُرُوشِهََا» أي ساقطة على سقوفها و ما عرش لكرومها و ذلك أن السقف ينهدم أولا ثم ينهدم الحائط على السقف و قيل إن العروش الأبنية و معناه خالية على بيوتها قد ذهب شجرها و بقيت جدرانها لا خير فيها «وَ يَقُولُ يََا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً» ندم على الكفر لفناء ماله لا لوجوب الإيمان فلم ينفعه‌ و لو ندم على الكفر فآمن بالله تحقيقا لانتفع به و قيل إنه ندم على ما كان منه من الشرك بالله تعالى و آمن‌} «وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اَللََّهِ» أي لم يكن لهذا الكافر جماعة يدفعون عذاب الله عنه و قيل الفئة الجند قال العجاج :

"كما يجوز الفئة الكمي"

«وَ مََا كََانَ مُنْتَصِراً» أي و ما كان ممتنعا عن قتادة قيل معناه و ما كان مستردا بدل ما ذهب عنه قال ابن عباس و هذان الرجلان هما اللذان ذكرهما الله تعالى في سورة الصافات في قوله‌ «إِنِّي كََانَ لِي قَرِينٌ» يقول أ إنك لمن المصدقين إلى قوله‌ «فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوََاءِ اَلْجَحِيمِ» و روى هشام بن سالم و أبان بن عثمان عن الصادق (ع) قال عجبت لمن خاف كيف لا يفزع إلى قوله سبحانه‌ «حَسْبُنَا اَللََّهُ‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 728
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست