responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 718

(1) - فقراء أصحاب النبي ص و ذلك أن‌ المؤلفة قلوبهم جاءوا إلى رسول الله ص و هم عيينة بن الحصين و الأقرع بن حابس و ذووهم فقالوا يا رسول الله إن جلست في صدر المجلس و نحيت عنا هؤلاء روائح صنانهم و كانت عليهم جبات الصوف جلسنا نحن إليك و أخذنا عنك فلا يمنعنا من الدخول عليك إلا هؤلاء فلما نزلت الآية قام النبي ص يلتمسهم فأصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله عز و جل فقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي معكم المحيا و معكم الممات.

ـ

المعنى‌

ثم أمر الله سبحانه نبيه ص بالصبر مع المؤمنين فقال «وَ اِصْبِرْ نَفْسَكَ» يا محمد أي احبس نفسك «مَعَ اَلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدََاةِ وَ اَلْعَشِيِّ» أي يداومون على الصلاة و الدعاء عند الصباح و المساء لا شغل لهم غيره و يستفتحون يومهم بالدعاء و يختمونه بالدعاء «يُرِيدُونَ وَجْهَهُ» أي رضوانه و قيل يريدون تعظيمه و القربة إليه دون الرياء و السمعة «وَ لاََ تَعْدُ عَيْنََاكَ عَنْهُمْ» أي و لا تتجاوز عيناك عنهم بالنظر إلى غيرهم من أبناء الدنيا «تُرِيدُ زِينَةَ اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا» تريد في موضع الحال أي مريدا مجالسة أهل الشرف و الغنى و كان النبي ص حريصا على إيمان العظماء من المشركين طمعا في إيمان أتباعهم و لم يمل إلى الدنيا و زينتها قط و لا إلى أهلها و إنما كان يلين في بعض الأحايين للرؤساء طمعا في إيمانهم فعوتب بهذه الآية و أمر بالإقبال على فقراء المؤمنين و أن لا يرفع بصره عنهم مريدا مجالسة الأشراف «وَ لاََ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنََا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنََا» قيل في معناه أقوال (أحدها) أن معناه و لا تطع من جعلنا قلبه غافلا عن ذكرنا بتعريضه للغفلة و لهذا قال «وَ اِتَّبَعَ هَوََاهُ» و مثله‌ فَلَمََّا زََاغُوا أَزََاغَ اَللََّهُ قُلُوبَهُمْ (و ثانيها) أغفلنا قلبه أي نسبنا قلبه إلى الغفلة كما يقال أكفره إذا نسبه إلى الكفر و سماه كافرا كقول الكميت :

و طائفة قد أكفروني بحبكم # و طائفة قالوا مسي‌ء و مذنب‌

(و ثالثها) أغفلنا قلبه صادفناه غافلا عن ذكرنا كما قالت العرب سألناكم فما أقحمناكم و قاتلناكم فما أجبناكم (و رابعها) أغفلنا قلبه أي جعلناه غفلا لم نسمة بسمة قلوب المؤمنين و لم نعلم فيه علامة المؤمنين لتعرفه الملائكة بتلك السمة تقول العرب أغفل فلان ماشيته إذا لم يسمها بسمة تعرف (و خامسها) أن معناه و لا تطع من تركنا قلبه خذلناه و خلينا بينه و بين الشيطان بتركه أمرنا عن الحسن «وَ اِتَّبَعَ هَوََاهُ» أي لا تطع من اتبع هواه في شهواته و أفعاله‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 718
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست