responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 711

711

(1) - ظََاهِراً» فيه وجوه (أحدها) أن معناه إلا تجادلهم إلا بما أظهرنا لك من أمرهم عن ابن عباس و قتادة و مجاهد أي لا تجادل إلا بحجة و دلالة و إخبار من الله سبحانه و هو المراء الظاهر (و ثانيها) أن المراد لا تجادلهم إلا جدالا ظاهرا و هو أن تقول لهم أثبتم عددا و خالفكم غيركم و كلا القولين يحتمل الصدق و الكذب فهلموا بحجة تشهد لكم (و ثالثها) أن المراد إلا مراء يشهده الناس و يحضرونه فلو أخبرتهم في غير ملأ من الناس لكذبوا عليك و لبسوا على الضعفة فادعوا أنهم كانوا يعرفونه لأن ذلك من غوامض علومهم «وَ لاََ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً» معناه و لا تستخبر في أهل الكهف و في مقدار عددهم من أهل الكتاب أحدا و لا تستفتهم من جهتهم عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و الخطاب للنبي ص و المراد غيره‌ لئلا يرجعوا في ذلك إلى مساءلة اليهود فإنه كان واثقا بخبر الله تعالى‌} «وَ لاََ تَقُولَنَّ لِشَيْ‌ءٍ إِنِّي فََاعِلٌ ذََلِكَ غَداً ` إِلاََّ أَنْ يَشََاءَ اَللََّهُ» قد ذكر في معناه وجوه (أحدها) أنه نهي من الله تعالى لنبيه ص أن يقول إني أفعل شيئا في الغد إلا أن يقيد ذلك بمشيئة الله تعالى فيقول إن شاء الله قال الأخفش و فيه إضمار القول و تقديره إلا أن تقول إن شاء الله و لما حذف تقول نقل إن شاء الله إلى لفظ الاستقبال فيكون هذا تأديبا من الله للعباد و تعليما لهم أن يعقلوا ما يخبرون به بهذه اللفظة حتى يخرج عن حد القطع فلا يلزمهم كذب أو حنث إذا لم يفعلوا ذلك لمانع و هذا معنى قول ابن عباس (و ثانيها) أن قوله‌} «أَنْ يَشََاءَ اَللََّهُ» بمعنى المصدر و تعلق بما تعلق به على ظاهره و تقديره و لا تقولن إني فاعل شيئا غدا إلا مشية الله عن الفراء و هذا وجه حسن يطابق الظاهر و لا يحتاج فيه إلى بناء الكلام على محذوف و معناه و لا تقل إني أفعل إلا ما يشاء الله و يريده و إذا كان الله تعالى لا يشاء إلا الطاعات فكأنه قال لا تقل إني أفعل إلا الطاعات و لا يطعن على هذا جواز الأخبار عما يفعل من المباحات التي لا يشاءوها الله تعالى لأن هذا النهي نهي تنزيه لا نهي تحريم‌ بدلالة أنه لو لم يقل ذلك لم يأثم بلا خلاف (و ثالثها) أنه نهى عن أن يقول الإنسان سأفعل غدا و هو يجوز الاخترام قبل أن يفعل ما أخبر به فلا يوجد مخبره على ما أخبر به فهو كذب و لا يأمن أيضا أن لا يوجد مخبره بحدوث شي‌ء من فعل الله تعالى نحو المرض و العجز و بأن يبدو له هو في ذلك فلا يسلم خبره من الكذب إلا بالاستثناء الذي ذكره الله تعالى فإذا قال إني صائر غدا إلى المسجد إن شاء الله أمن من أن يكون خبره هذا كذبا لأن الله تعالى إن شاء أن يلجئه إلى المصير إلى المسجد غدا حصل المصير إليه منه لا محالة فلا يكون خبره هذا كذبا و إن لم يوجد المصير منه إلى المسجد لأنه لم يوجد ما استثناه في ذلك من مشيئة الله تعالى عن الجبائي و قد ذكرنا فيما قبل ما جاء في الرواية أن النبي ص سئل عن قصة أصحاب الكهف و ذي القرنين فقال أخبركم عنه غدا و لم يستثن فاحتبس الوحي عنه‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 711
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست