responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 689

(1) - سبحانه لا يفعل القبائح مثل الظلم و غيره‌ لأن أسماءه حينئذ لا تكون حسنة فإن الأسماء قد تكون مشتقة من الأفعال فلو فعل الظلم لاشتق منه اسم الظالم كما اشتق من العدل العادل و قوله «وَ لاََ تَجْهَرْ بِصَلاََتِكَ وَ لاََ تُخََافِتْ بِهََا» اختلف في معناه على أقوال (أحدها) أن معناه لا تجهر بإشاعة صلاتك عند من يؤذيك و لا تخافت بها عند من يلتمسها منك عن الحسن و روي أن النبي ص كان إذا صلى فجهر في صلاته تسمع له المشركون فشتموه و آذوه فأمره سبحانه بترك الجهر و كان ذلك بمكة في أول الأمر و به قال سعيد بن جبير و روي ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد الله (ع) (و ثانيها) أن معناه لا تجهر بدعائك و لا تخافت بها و لكن بين ذلك فالمراد بالصلاة الدعاء عن مجاهد و عطا و مكحول و نحوه روي عن ابن عباس (و ثالثها) أن معناه لا تجهر بصلاتك كلها و لا تخافت بها كلها «وَ اِبْتَغِ بَيْنَ ذََلِكَ سَبِيلاً» بأن تجهر بصلاة الليل و تخافت بصلاة النهار عن أبي مسلم (و رابعها) لا تجهر جهرا يشغل به من يصلي بقربك و لا تخافت بها حتى لا تسمع نفسك عن الجبائي و قريب منه‌ ما رواه أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) أنه قال الجهر بها رفع الصوت شديدا و المخافتة ما لم تسمع أذنيك و اقرأ قراءة وسطا ما بين ذلك‌ و ابتغ بين ذلك سبيلا أي بين الجهر و المخافتة و لم يقل بين ذينك لأنه أراد به الفعل فهو مثل قوله‌ عَوََانٌ بَيْنَ ذََلِكَ «وَ قُلِ اَلْحَمْدُ لِلََّهِ اَلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً» فيكون مربوبا لا ربا لأن رب الأرباب لا يجوز أن يكون له ولد «وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي اَلْمُلْكِ» فيكون عاجزا محتاجا إلى غيره ليعينه و لا يجوز أن يكون الإله بهذه الصفة «وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ اَلذُّلِّ» أي لم يكن له حليف حالفه لينصره على من يناوئه لأن ذلك من صفة الضعيف العاجز و لا يجوز أن يكون الإله بهذه الصفة قال مجاهد : لم يذل فيحتاج إلى من يتعزز به يعني أنه القادر بنفسه و كل ما عبد من دونه فهو ذليل مقهور و قيل معناه ليس له ولي من أهل الذل لأن الكافر و الفاسق لا يكون وليا لله «وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً» أي عظمه تعظيما لا يساويه تعظيما و لا يقاربه و روي أن النبي ص كان يعلم أهله هذه الآية و ما قبلها عن ابن عباس و مجاهد و سعيد بن جبير و قيل إن في هذه الآية ردا على اليهود و النصارى حين قالوا اتخذ الله الولد و على مشركي العرب حيث قالوا لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك و على الصابئين و المجوس حين قالوا لو لا أولياء الله لذل الله عن محمد بن كعب القرظي (سؤال) قالوا كيف يحمد سبحانه أن لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك و الحمد إنما يستحق على فعل له صفة التفضل (و الجواب) أنه ليس له الحمد في الآية على أنه لم يفعل و إنما الحمد له سبحانه على أفعاله المحمودة و توجه الحمد إلى من هذه صفته كما يقال أنا أشكر فلانا الجميل و لا نشكره على جماله بل على أفعاله.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 689
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست