نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 688
(1) - ينفع غيركم و ترككم الإيمان يضركم و لا يضر غيركم و هذا تهديد لهم و هو جواب لقولهم «لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتََّى تَفْجُرَ لَنََا»«إِنَّ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ» أي أعطوا علم التوراة من قبل نزول القرآن كعبد الله بن سلام و غيره فعلموا صفة النبي ص قبل مبعثه عن ابن عباس و قيل أنهم أهل العلم من أهل الكتاب و غيرهم و قيل أنهم أمة محمد ص عن الحسن «إِذََا يُتْلىََ عَلَيْهِمْ» القرآن «يَخِرُّونَ لِلْأَذْقََانِ سُجَّداً» أي يسقطون على الوجوه ساجدين عن ابن عباس و قتادة و إنما خص الذقن لأن من سجد كان أقرب شيء منه إلى الأرض ذقنه و الذقن مجمع اللحيين } «وَ يَقُولُونَ سُبْحََانَ رَبِّنََا» أي تنزيها لربنا عز اسمه عما يضيف إليه المشركون «إِنْ كََانَ وَعْدُ رَبِّنََا لَمَفْعُولاً» إنه كان وعد ربنا مفعولا حقا يقينا و لم يكن وعد ربنا إلا كائنا} «وَ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقََانِ يَبْكُونَ» أي و يسجدون باكين إشفاقا من التقصير في العبادة و شوقا إلى الثواب و خوفا من العقاب «وَ يَزِيدُهُمْ» ما في القرآن من المواعظ «خُشُوعاً» أي تواضعا لله تعالى و استسلاما لأمر الله و طاعته ثم قال سبحانه} «قُلِ» يا محمد لهؤلاء المشركين المنكرين نبوتك «اُدْعُوا اَللََّهَ أَوِ اُدْعُوا اَلرَّحْمََنَ» و ذكر في سببه أقوال (أحدها) أن النبي ص كان ساجدا ذات ليلة بمكة يدعو يا رحمن يا رحيم فقال المشركون هذا يزعم أن له إلها واحدا و هو يدعو مثنى عن ابن عباس (و ثانيها) أن المشركين قالوا أما الرحيم فنعرفه و أما الرحمن فلا نعرفه عن ميمون بن مهران (و ثالثها) أن اليهود قالوا إن ذكر الرحمن في القرآن قليل و هو في التوراة كثير عن الضحاك «أَيًّا مََا تَدْعُوا فَلَهُ اَلْأَسْمََاءُ اَلْحُسْنىََ» معناه أي أسمائه تدعو و ما هاهنا صلة كقوله عَمََّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نََادِمِينَ و قيل هي بمعنى أي شيء كررت مع أي لاختلاف اللفظين توكيدا كما قالوا ما رأيت كالليلة ليلة و تقديره أي شيء من أسمائه تدعونه به كان جائزا فإن معنى أو في قوله «أَوِ اُدْعُوا اَلرَّحْمََنَ» الإباحة أي إن دعوتم بأحدهما كان جائزا و إن دعوتم بهما كان جائزا فله الأسماء الحسنى فإن أسماءه تنبئ عن صفات حسنة و أفعال حسنة فأما أسماؤه المنبئة عن صفات ذاته فهو القادر العالم الحي السميع البصير القديم و أما أسماؤه المنبئة عن صفات أفعاله الحسنة فنحو الخالق و الرازق و العدل و المحسن و المجمل و المنعم و الرحمن و الرحيم و أما ما أنبأ عن المعاني الحسنة فنحو الصمد فإنه يرجع إلى أفعال عباده و هو أنهم يصمدونه في الحوائج و نحو المعبود و المشكور بين سبحانه في هذه الآية أنه شيء واحد و إن اختلفت أسماؤه و صفاته و في الآية دلالة على أن الاسم عين المسمى و على أن تقديم أسمائه الحسنى قبل الدعاء و المسألة مندوب إليه مستحب و فيها أيضا دلالة على أنه
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 688