responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 683

683

(1) - قََادِرٌ عَلى‌ََ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ» لأن القادر على الشي‌ء قادر على أمثاله إذا كان له مثل أو أمثال في الجنس و إذا كان قادرا على خلق أمثالهم كان قادرا على إعادتهم إذ الإعادة أهون من الإنشاء في الشاهد و قيل أراد قادر على أن يخلقهم ثانيا و أراد بمثلهم إياهم و ذلك أن مثل الشي‌ء مساو له في حالته فجاز أن يعبر به عن الشي‌ء نفسه يقال مثلك لا يفعل كذا بمعنى أنت لا تفعله و نحوه‌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ و تم الكلام هاهنا ثم قال سبحانه «وَ جَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاََ رَيْبَ فِيهِ» أي و جعل لإعادتهم وقتا لا شك فيه أنه كائن لا محالة و قيل معناه و ضرب لهم مدة ليتفكروا و يعلموا فيها أن من قدر على الابتداء قدر على الإعادة و قيل و جعل لهم أجلا يعيشون إليه و يخترمون عنده لا شك فيه «فَأَبَى اَلظََّالِمُونَ» لنفوسهم الباخسون حقها بفعل المعاصي «إِلاََّ كُفُوراً» أي جحودا بآيات الله و نعمه و في الآية دلالة على أن القادر على الشي‌ء يجب أن يكون قادرا على جنس مثله إذا كان له مثل و على أنه يجب أن يكون قادرا على ضده لأن منزلته في المقدور منزلة مثله و فيه دلالة أيضا على أنه يقدر على إعادته إذا كان مما يفنى و تصح عليه الإعادة ثم قال سبحانه‌} «قُلْ» يا محمد لهؤلاء الكفار «لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزََائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي» أي لو ملكتم خزائن أرزاق الله و قيل لو ملكتم مقدورات ربي أي ما يقدر عليه ربي من النعم إذ لا يكون له سبحانه موضع يخزن فيه الرحمة ثم يخرج منه كما يكون للعباد و رحمته نعمته «إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ» شحا و بخلا «خَشْيَةَ اَلْإِنْفََاقِ» أي خشية الفقر و الفاقة عن ابن عباس و قتادة و قيل خشية أن تنفقوا فتفتقروا عن السدي و المعنى لأمسكتم عن الإنفاق خشية الفقر للإنفاق «وَ كََانَ اَلْإِنْسََانُ قَتُوراً» أي بخيلا عن ابن عباس و قتادة و هذا جواب لقولهم‌ «لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتََّى تَفْجُرَ لَنََا مِنَ اَلْأَرْضِ يَنْبُوعاً» و يقال نفقت نفقات القوم إذا نفدت و أنفقها صاحبها أي أنفدها حتى افتقر و ظاهر قوله «وَ كََانَ اَلْإِنْسََانُ قَتُوراً» العموم و قد علمنا أن في الناس الجواد و الوجه فيه أحد أمرين و هو أن يكون الأغلب عليهم من ليس بجواد فجاز الإطلاق تغليبا للأكثر و أيضا فإن ما يعطيه الإنسان و إن عد جوادا بخل في جنب ما يعطيه الله سبحانه لأن الإنسان إنما يعطي ما يفضل عن حاجته و يمسك ما يحتاج إليه و الله سبحانه لا تجوز عليه الحاجة فيفيض من النعم على المطيع و العاصي إفاضة من لا يخاف الحاجة.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 683
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست