responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 676

(1) - يعني القرآن و معناه أني أقدر أن آخذ ما أعطيتك كما منعت غيرك و لكني دبرتك بالرحمة لك فأعطيتك ما تحتاج إليه و منعتك ما لا تحتاج إلى النص عليه و إن توهم قوم أنه مما تحتاج إليه فتدبر أنت بتدبير ربك و ارض بما اختاره لك «ثُمَّ لاََ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنََا وَكِيلاً» أي ثم لو فعلنا ذلك لم تجد علينا وكيلا يستوفي ذلك منا و قيل معناه و لو شئنا لمحونا هذا القرآن من صدرك و صدر أمتك حتى لا يوجد له أثر ثم لا تجد له حفيظا يحفظه عليك و يحفظ ذكره على قلبك عن الحسن و أبي مسلم و الأصم قالوا و في هذا دلالة على أن السؤال وقع عن القرآن } «إِلاََّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ» معناه لكن رحمة من الله ربك لك أعطاك ما أعطاك من العلوم و منعك ما منعك منها و أثبت القرآن في قلبك و قلوب المؤمنين «إِنَّ فَضْلَهُ كََانَ» فيما مضى و فيما يستقبل «عَلَيْكَ كَبِيراً» عظيما إذ اختارك للنبوة و خصك بالقرآن فقابله بالشكر و قال ابن عباس يريد حيث جعلك سيد ولد آدم و ختم ربك النبيين و أعطاك المقام المحمود ثم احتج سبحانه على المشركين بإعجاز القرآن فقال‌ «قُلْ لَئِنِ اِجْتَمَعَتِ اَلْإِنْسُ وَ اَلْجِنُّ عَلى‌ََ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هََذَا اَلْقُرْآنِ لاََ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ» معناه قل يا محمد لهؤلاء الكفار لئن اجتمعت الإنس و الجن متعاونين متعاضدين على أن يأتوا بمثل هذا القرآن في فصاحته و بلاغته و نظمه على الوجوه التي هو عليها من كونه في الطبقة العليا من البلاغة و الدرجة القصوى من حسن النظم و جودة المعاني و تهذيب العبارة و الخلو من التناقض و اللفظ المسخوط و المعنى الدخول على حد يشكل على السامعين ما بينهما من التفاوت لعجزوا عن ذلك و لم يأتوا بمثله «وَ لَوْ كََانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً» أي معينا على ذلك مثل ما يتعاون الشعراء على بيت شعر فيقيمونه عن ابن عباس و في هذا تكذيب للنضر بن الحارث حين قال لو نشاء لقلنا مثل هذا قال أبو مسلم و في هذا أيضا دلالة على أن السؤال بالروح وقع عن القرآن لأنه من تمام ما أمر الله نبيه ص أن يجيئهم به‌} «وَ لَقَدْ صَرَّفْنََا لِلنََّاسِ فِي هََذَا اَلْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ» معناه لقد بينا لهم في هذا القرآن من كل ما يحتاج إليه من الدلائل و الأمثال و العبر و الأحكام و ما يحتاجون إليه في دينهم و دنياهم ليتفكروا فيها «فَأَبى‌ََ أَكْثَرُ اَلنََّاسِ إِلاََّ كُفُوراً» أي جحودا للحق و المثل قد يكون الشي‌ء بعينه و قد يكون صفة للشي‌ء و قد يكون شبهة.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 676
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست