responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 627

(1) - القيام إلى الصلاة (و رابعها) أنه سبحانه ذكر الإرادة على وجه المجاز و الاتساع و إنما عنى بها قرب الهلاك و العلم بكونه لا محالة كما يقال إذا أراد العليل أن يموت خلط في مأكله و يسرع إلى ما تتوق نفسه إليه و إذا أراد التاجر أن يفتقر أتاه الخسران من كل وجه و معلوم أن العليل و التاجر لم يريدا في الحقيقة شيئا لكن لما كان من المعلوم من حال هذا الهلاك و من حال ذلك الخسران حسن هذا الكلام و استعمل ذكر الإرادة لهذا الوجه‌ و لكلام العرب إشارات و استعارات و مجازات لأجلها كان كلامهم في الغاية القصوى من الفصاحة و الوجه الأول عندي أصح الوجوه و أقربها إلى الصواب إذا تأولت الآية على الأمر الذي هو ضد النهي إذا تأولت الآية على معنى القراءتين الأخيرتين من آمرنا بالمد و أمرنا بالتشديد فلن يخرج على هذا الوجه و تكون محمولة على أحد الأوجه الثلاثة الأخر ثم بين سبحانه ما فعله من ذلك بالقرون الخالية فقال‌} «وَ كَمْ أَهْلَكْنََا مِنَ اَلْقُرُونِ» أي من الأمم الكثيرة المكذبة «مِنْ بَعْدِ نُوحٍ » أي من بعد زمان نوح إلى زمانك هذا لأن كم تفيد التكثير كما أن رب تفيد التقليل و القرن مائة و عشرون سنة عن عبد الله بن أبي أوفى و قيل مائة سنة عن محمد بن القسم المازني و روي ذلك مرفوعا و قيل ثمانون سنة عن الكلبي و قيل أربعون سنة و رواه ابن سيرين مرفوعا «وَ كَفى‌ََ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبََادِهِ خَبِيراً» أي كفى ربك عالما بذنوب خلقه «بَصِيراً» بها يجازيهم عليها و لا يفوته شي‌ء منها ثم بين سبحانه أنه يدبر عباده بحسب ما يراه من المصلحة فقال‌} «مَنْ كََانَ يُرِيدُ اَلْعََاجِلَةَ» أي النعم العاجلة و هي الدنيا فعبر عنها بصفتها «عَجَّلْنََا لَهُ فِيهََا مََا نَشََاءُ» من البسط و التقتير و علق ذلك بمشيئته لا بمشيئة العبد فقد يشاء العبد ما لا يشاؤه الله فلا يعطيه لكونه مفسدة «لِمَنْ نُرِيدُ» أي لمن نريد إعطاءه بين بذلك أنه ربما يكون حريصا يريد الدنيا فلا يعطي و إن أعطي أعطي قليلا «ثُمَّ جَعَلْنََا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاََهََا» أي يصير بصلاها و يحترق بنارها «مَذْمُوماً» ملوما «مَدْحُوراً» مبعدا من رحمة الله و روي عن ابن عباس أن النبي ص قال معنى الآية من كان يريد ثواب الدنيا بعمله الذي افترضه الله عليه لا يريد به وجه الله و الدار الآخرة عجل له فيها ما يشاء الله من عرض الدنيا و ليس له ثواب في الآخرة و ذلك أن الله سبحانه و تعالى يؤتيه ذلك ليستعين به على الطاعة فيستعمله في معصية الله فيعاقبه الله عليه‌} «وَ مَنْ أَرََادَ اَلْآخِرَةَ» أي و من أراد خير الآخرة و نعيم الجنة «وَ سَعى‌ََ لَهََا سَعْيَهََا وَ هُوَ مُؤْمِنٌ» أي فعل الطاعات و تجنب المعاصي و هو مع ذلك مصدق بتوحيد الله مقر بأنبيائه «فَأُولََئِكَ كََانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً» أي تكون طاعتهم مقبولة و قيل شكره أنه سبحانه يضاعف حسناتهم و يتجاوز عن سيئاتهم عن قتادة و المعنى أنا أحللنا سعيهم محل ما يشكر عليه في حسن الجزاء و روي عن الحسن أنه‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 627
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست