responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 623

(1) - أعماله مكتوبا بالعدل لم ينقص عن ثوابه شي‌ء و لم يزد على عقابه شي‌ء أذعن عند ذلك و خضع و تضرع و اعترف و لم يتهيأ له حجة و لا إنكار و ظهر لأهل المحشر أنه لا يظلم قال الحسن : يا ابن آدم لقد أنصفك من جعلك حسيب نفسك‌} «مَنِ اِهْتَدى‌ََ فَإِنَّمََا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ» أي من اهتدى في الدنيا إلى دين الله و طاعته فمنفعة اهتدائه راجعة إليه‌ «وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّمََا يَضِلُّ عَلَيْهََا» أي و من ضل عن الدين فضرر ضلاله راجع إلى نفسه و عقوبة ضلاله على نفسه «وَ لاََ تَزِرُ وََازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‌ََ» أي لا تحمل حاملة حمل أخرى أي ثقل ذنوب غيرها و لا يعاقب أحد بذنوب غيره و روي عن النبي ص أنه قال لا تحن يمينك على شمالك‌ و هذا مثل ضربه (ع) و في هذا دلالة واضحة على بطلان قول من يقول أن أطفال الكفار يعذبون مع آبائهم في النار «وَ مََا كُنََّا مُعَذِّبِينَ حَتََّى نَبْعَثَ رَسُولاً» معناه و ما كنا معذبين قوما بعذاب الاستئصال إلا بعد الأعذار إليهم و الإنذار لهم بأبلغ الوجوه و هو إرسال الرسل إليهم مظاهرة في العدل و إن كان يجوز مؤاخذتهم على ما يتعلق بالعقل معجلا فعلى هذا التأويل تكون الآية عامة في العقليات و الشرعيات و قال الأكثرون من المفسرين و هو الأصح أن المراد بالآية أنه لا يعذب سبحانه في الدنيا و لا في الآخرة إلا بعد البعثة فتكون الآية خاصة فيما يتعلق بالسمع من الشرعيات فأما ما كانت الحجة فيه من جهة العقل و هو الإيمان بالله تعالى فإنه يجوز العقاب بتركه و إن لم يبعث الرسول‌ عند من قال إن التكليف العقلي ينفك من التكليف السمعي على أن المحققين منهم يقولون أنه و إن جاز التعذيب عليه قبل بعثة الرسول فإنه سبحانه لا يفعل ذلك مبالغة في الكرم و الفضل و الإحسان و الطول فقد حصل من هذا أنه سبحانه لا يعاقب أحدا حتى ينفذ إليهم الرسل المنبهين إلى الحق الهادين إلى الرشد استظهارا في الحجة لأنه إذا اجتمع داعي العقل و داعي السمع تأكد الأمر و زال الريب فيما يلزم العبد و قد أخبر سبحانه في هذه الآية عن ذلك و هذا لا يدل على أنه لو لم يبعث رسولا لم يحسن منه أن يعاقب إذا ارتكب القبائح العقلية إلا أن يفرض في بعثة الرسول لطفا فإن عند ذلك لا يحسن منه سبحانه أن يعاقب أحدا إلا بعد أن يوجه إليه مما هو لطف له فيزاح بذلك علته.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 623
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست