responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 615

(1) - ظلما عظيما و العلو نظير العتو هنا و هو الجرأة على الله تعالى و التعرض لسخطه‌} «فَإِذََا جََاءَ وَعْدُ أُولاََهُمََا» معناه فإذا جاء وقت أولى المرتين اللتين تفسدون فيهما و الوعد هنا بمعنى الموعود و وضع المصدر موضع المفعول به أي إذا جاء وقت الموعود لإفسادكم في المرة الأولى «بَعَثْنََا عَلَيْكُمْ عِبََاداً لَنََا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ» أي سلطنا عليكم عبادا لنا أولي شوكة و قوة و نجدة و خلينا بينكم و بينهم خاذلين لكم جزاء على كفركم و عتوكم و هو مثل قوله‌ «أَرْسَلْنَا اَلشَّيََاطِينَ عَلَى اَلْكََافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا» عن الحسن و قيل معناه أمرنا قوما مؤمنين بقتالكم و جهادكم لأن ظاهر قوله تعالى «عِبََاداً لَنََا» و قوله «بَعَثْنََا» يقتضي ذلك عن الجبائي و قيل يجوز أن يكونوا مؤمنين أمرهم الله بجهاد هؤلاء و يجوز أن يكونوا كافرين فتألفهم نبي من الأنبياء لحرب هؤلاء و سلطهم على نظرائهم من الكفار و الفساق عن أبي مسلم «فَجََاسُوا خِلاََلَ اَلدِّيََارِ» أي فطافوا وسط الديار يترددون و ينظرون هل بقي منهم أحد لم يقتلوه عن الزجاج «وَ كََانَ وَعْداً مَفْعُولاً» أي موعودا كائنا لا خلف فيه‌} «ثُمَّ رَدَدْنََا لَكُمُ اَلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ» أي رددنا لكم يا بني إسرائيل الدولة و أظهرناكم عليهم و عاد ملككم على ما كان عليه «وَ أَمْدَدْنََاكُمْ بِأَمْوََالٍ وَ بَنِينَ» أي و أكثرنا لكم أموالكم و أولادكم و رددنا لكم العدة و القوة «وَ جَعَلْنََاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً» أي أكثر عددا و أنصارا من أعدائكم‌} «إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ» معناه إن أحسنتم في أقوالكم و أفعالكم فنفع إحسانكم عائد عليكم و ثوابه واصل إليكم تنصرون على أعدائكم في الدنيا و تثابون في العقبي «وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهََا» معناه و إن أسأتم فقد أسأتم إلى أنفسكم أيضا لأن مضرة الإساءة عائدة إليها و إنما قال فلها على وجه التقابل لأنه في مقابلة قوله «إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ» كما يقال أحسن إلى نفسه ليقابل أساء إلى نفسه و لأن معنى قولك أنت منتهى الإساءة و أنت المختص بالإساءة متقارب فلذلك وضع اللام موضع إلى و قيل إن قوله «فَلَهََا» بمعنى فعليها كقوله تعالى‌ لَهُمُ اَللَّعْنَةُ* أي عليهم اللعنة و قيل معناه فلها الجزاء و العقاب و إذا أمكن حمل الكلام على الظاهر فالأولى أن لا يعدل عنه و هذا الخطاب لبني إسرائيل ليكون الكلام جاريا على النسق و النظام و يجوز أن يكون خطابا لأمة نبينا ص فيكون اعتراضا بين القصة كما يفعل الخطيب و الواعظ يحكي شيئا ثم يعظ ثم يعود إلى الحكاية فكأنه لما بين أن بني إسرائيل لما علوا و بغوا في الأرض سلط عليهم قوما ثم لما تابوا قبل توبتهم و أظفرهم على عدوهم خاطب أمتنا بأن من أحسن عاد نفع إحسانه إليه و من أساء عاد ضرره إليه ترغيبا و ترهيبا «فَإِذََا جََاءَ وَعْدُ اَلْآخِرَةِ» أي وعد المرة الأخرى من قوله «لَتُفْسِدُنَّ فِي اَلْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ» و المراد به جاء وعد الجزاء على الفساد في الأرض في‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 615
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست