نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 611
611
(1) - و هكذا جعله الله قال فقال له النبي ص يا جبرائيل اسأله أن يرينيها قال فقال جبرائيل (ع) يا مالك هذا محمد رسول الله ص و قد شكا إلي فقال ما مررت بأحد من الملائكة إلا استبشر بي إلا هذا فأخبرته أن هكذا جعله الله و قد سألني أن أسألك أن تريه جهنم قال فكشف له عن طبق من أطباقها قال فما رئي رسول الله ص ضاحكا حتى قبض و عن أبي بصير قال سمعته يقول إن جبرائيل احتمل رسول الله حتى انتهى به إلى مكان من السماء ثم تركه و قال له ما وطأ نبي قط مكانك.
ـ
المعنى
«سُبْحََانَ اَلَّذِي أَسْرىََ بِعَبْدِهِ» سبحان كلمة تنزيه و إبراء لله عز اسمه عما لا يليق به من الصفات و قد يراد به التعجيب يعني سبحان الذي سير عبده محمدا ص و هو عجيب من قدرة الله تعالى و تعجيب ممن لم يقدر الله حق قدره و أشرك به غيره و سرى بالليل و أسرى بمعنى و قد عدي هنا بالباء و الوجه في التأويل أنه إذا كان مشاهدة العجب سببا للتسبيح صار التسبيح تعجبا فقيل سبح أي عجب «لَيْلاً» قالوا كان ذلك الليل قبل الهجرة بسنة «مِنَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرََامِ » و قال أكثر المفسرين أسري برسول الله ص من دار أم هاني أخت علي بن أبي طالب و زوجها هبيرة بن أبي وهب المخزومي و كان ص نائما تلك الليلة في بيتها و إن المراد بالمسجد الحرام هنا مكة و مكة و الحرم كلها مسجد و قال الحسن و قتادة كان الإسراء من نفس المسجد الحرام «إِلَى اَلْمَسْجِدِ اَلْأَقْصَى » يعني بيت المقدس و إنما قال الأقصى لبعد المسافة بينه و بين المسجد الحرام «اَلَّذِي بََارَكْنََا حَوْلَهُ» أي جعلنا البركة فيما حوله من الأشجار و الأثمار و النبات و الأمن و الخصب حتى لا يحتاجوا إلى أن يجلب إليهم من موضع آخر و قيل باركنا حوله أي البركة فيما حوله بأن جعلناه مقر الأنبياء و مهبط الملائكة عن مجاهد و بذلك صار مقدسا عن الشرك لأنه لما صار متعبدا للأنبياء و دار مقام لهم تفرق المشركون عنهم فصار مطهرا من الشرك و التقديس التطهير فقد اجتمع فيه بركات الدين و الدنيا «لِنُرِيَهُ مِنْ آيََاتِنََا» أي من عجائب حججنا و منها إسراؤه في ليلة واحدة من مكة إلى هناك و منها أن أراه الأنبياء واحدا بعد واحد و أن عرج به إلى السماء و غير ذلك من العجائب التي أخبر بها الناس «إِنَّهُ هُوَ اَلسَّمِيعُ» لأقوال من صدق بذلك أو كذب «اَلْبَصِيرُ» بما فعل من الإسراء و المعراج} «وَ آتَيْنََا مُوسَى اَلْكِتََابَ» يعني التوراة «وَ جَعَلْنََاهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرََائِيلَ » أي و جعلنا التوراة حجة و دلالة و بيانا و إرشادا لبني إسرائيل يهتدون به «أَلاََّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً» أي أمرهم أن لا يتخذوا من دوني معتمدا يرجعون إليه في النوائب و قيل ربا يتوكلون عليه} «ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنََا مَعَ نُوحٍ »
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 611