responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 605

(1) - بمعنى الضيق فيكون مصدرا قال أبو الحسن الضيق و الضيق لغتان في المصدر قال أبو علي ينبغي أن يحمل على أنه مصدر لأنك إذا حملته على أنه مخفف من ضيق فقد أقمت الصفة مقام الموصوف من غير ضرورة و المعنى لا تكن في ضيق أي لا يضيق صدرك من مكرهم كما قال‌ وَ ضََائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ و ليس المراد لا تكن في أمر ضيق قال أبو عبيدة : الضيق بالكسر في المعاش و المسكن و الضيق بالفتح في القلب و قال علي بن عيسى يقال في صدري ضيق من هذا الأمر بالفتح و هو أكثر من الكسر.

المعنى‌

ثم أمر سبحانه نبيه بالدعاء إلى الحق فقال «اُدْعُ إِلى‌ََ سَبِيلِ رَبِّكَ» أي ادع إلى دينه لأنه الطريق إلى مرضاته «بِالْحِكْمَةِ» أي بالقرآن و سمي القرآن حكمة لأنه يتضمن الأمر بالحسن و النهي عن القبيح و أصل الحكمة المنع و منه حكمة اللجام و إنما قيل لها حكمة لأنها بمنزلة المانع من الفساد و ما لا ينبغي أن يختار و قيل أن الحكمة هي المعرفة بمراتب الأفعال في الحسن و القبح و الصلاح و الفساد لأن بمعرفة ذلك يقع المنع من الفساد و الاستعمال للصدق و الصواب في الأفعال و الأقوال «وَ اَلْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ» معناه الوعظ الحسن و هو الصرف عن القبيح على وجه الترغيب في تركه و التزهيد في فعله و في ذلك تليين القلوب بما يوجب الخشوع و قيل أن الحكمة هي النبوة و الموعظة الحسنة مواعظ القرآن عن ابن عباس «وَ جََادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» أي ناظرهم بالقرآن و بأحسن ما عندك من الحجج و تقديره بالكلمة التي هي أحسن و المعنى اقتل المشركين و اصرفهم عما هم عليه من الشرك بالرفق و السكينة و لين الجانب في النصيحة ليكونوا أقرب إلى الإجابة فإن الجدل هو قتل الخصم عن مذهبه بطريق الحجاج و قيل هو أن يجادلهم على قدر ما يحتملونه كما جاء في الحديث أمرنا معاشر الأنبياء أن نكلم الناس على قدر عقولهم‌ «إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ» أي عن دينه «وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» أي القابلين للهدى و هو يأمرك في الفريقين بما فيه الصلاح‌} «وَ إِنْ عََاقَبْتُمْ فَعََاقِبُوا بِمِثْلِ مََا عُوقِبْتُمْ بِهِ» معناه و إن أردتم معاقبة غيركم على وجه المجازاة و المكافاة فعاقبوا بقدر ما عوقبتم به و لا تزيدوا عليه و قالوا إن المشركين لما مثلوا بقتلى أحد و بحمزة بن عبد المطلب فشقوا بطنه و أخذت هند بنت عتبة كبده فجعلت تلوكه و جدعوا أنفه و أذنه و قطعوا مذاكيره قال المسلمون لئن أمكنا الله منهم لنمثلن بالأحياء فضلا عن الأموات فنزلت الآية عن الشعبي و قتادة و عطا بن يسار و قيل إن الآية عامة في كل ظلم كغضب أو نحوه فإنما يجازى بمثل ما عمل عن مجاهد و ابن سيرين و إبراهيم و قال الحسن نزلت الآية قبل أن يؤمر النبي ص بقتال المشركين على العموم و أمر بقتال من قاتله و نظيره قوله‌ «فَإِنْ قََاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ» «وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ» أي تركتم المكافاة و القصاص و جرعتم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 605
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست