responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 603

(1) -

المعنى‌

«إِنَّ إِبْرََاهِيمَ كََانَ أُمَّةً» اختلف في معناه فقيل قدوة و معلما للخير قال ابن الأعرابي يقال للرجل العالم أمة و هو قول أكثر المفسرين و قيل أراد إمام هدى عن قتادة و قيل سماه أمة لأن قوام الأمة كان به و قيل لأنه قام بعمل أمته و قيل لأنه انفرد في دهره بالتوحيد فكان مؤمنا وحده و الناس كفارا عن مجاهد «قََانِتاً لِلََّهِ» أي مطيعا له دائما على عبادته عن ابن مسعود و قيل مصليا عن الحسن «حَنِيفاً» أي مستقيما على الطاعة و طريق الحق و هو الإسلام «وَ لَمْ يَكُ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ» بل كان موحدا} «شََاكِراً لِأَنْعُمِهِ» أي لأنعم الله معترفا بها «اِجْتَبََاهُ» الله أي اختاره الله و اصطفاه «وَ هَدََاهُ إِلى‌ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ» أي دله إلى الدين المستقيم و هو الإسلام و التوحيد} «وَ آتَيْنََاهُ» أي أعطيناه «فِي اَلدُّنْيََا حَسَنَةً» أي نعمة سابغة في نفسه و في أولاده و هو قول هذه الأمة كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم و قيل هي النبوة و الرسالة عن الحسن و قيل هي أنه ليس من أهل دين إلا و هو يرضاه و يتولاه عن قتادة و قيل هي تنويه الله بذكره بطاعته لربه و مسارعته إلى مرضاته حتى صار إماما يقتدى به و يهتدى بهداه و قيل هي إجابة الله دعوته حتى أكرم بالنبوة ذريته «وَ إِنَّهُ فِي اَلْآخِرَةِ لَمِنَ اَلصََّالِحِينَ» و لم يقل لفي أعلى منازل الصالحين مع اقتضاء حاله ذلك ترغيبا في الصلاح فإنه عز اسمه بين أنه (ع) من جملة الصالحين مع علو رتبته و شرف منزلته تشريفا لهم و تنويها بذكر من هو منهم و ناهيك بهذا الترغيب في الصلاح و بهذا المدح لإبراهيم (ع) أن يشرف جملة هو منها حتى يصير الاستدعاء إليها بأنه فيها} «ثُمَّ أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ» يا محمد «أَنِ اِتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرََاهِيمَ » أي أمرناك باتباع ملة إبراهيم «حَنِيفاً» أي مستقيم الطريقة في الدعاء إلى توحيد الله و خلع الأنداد له و في العمل بسنته «وَ مََا كََانَ» إبراهيم «مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ» و متى قيل أن نبينا كان أفضل منه فكيف أمر الفاضل باتباع المفضول فجوابه أن إبراهيم (ع) سبق إلى اتباع الحق و لا يكون في سبق المفضول إلى متابعة الحق زراية على الفاضل في اتباعه‌} «إِنَّمََا جُعِلَ اَلسَّبْتُ عَلَى اَلَّذِينَ اِخْتَلَفُوا فِيهِ» معناه إنما جعل السبت لعنة و مسخا على الذين اختلفوا فيه و حرموه ثم استحلوه فلعنهم الله و مسخهم عن الحسن و يجوز أن يكون اختلافهم فيه أنهم نهوا عن الصيد فيه فنصبوا الشباك يوم الجمعة و دخل فيه السمك يوم السبت و أخذوه يوم الأحد

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 603
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست