responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 598

(1) - فنزلت الآية عن ابن عباس و قتادة و قيل نزلت في أناس من أهل مكة آمنوا و خرجوا يريدون المدينة فأدركهم قريش و فتنوهم فتكلموا بكلمة الكفر كارهين عن مجاهد و قيل أن ياسرا و سمية أبوي عمار أول شهيدين في الإسلام و قوله «مَنْ كَفَرَ بِاللََّهِ» و «مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً» و هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح من بني عامر بن لؤي و أما قوله «ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هََاجَرُوا» الآية فقيل إنها نزلت في عياش بن أبي ربيعة أخي أبي جهل من الرضاعة و أبي جندل بن سهيل بن عمرو و الوليد بن المغيرة و غيرهم‌ من أهل مكة فتنهم المشركون فأعطوهم بعض ما أرادوا ثم أنهم هاجروا بعد ذلك و جاهدوا فنزلت الآية فيهم.

المعنى‌

«مَنْ كَفَرَ بِاللََّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمََانِهِ» اختلف في تقديره فقيل إن تقديره و تلخيص معناه من كفر بالله بأن يرتد عن الإسلام و شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم «إِلاََّ مَنْ أُكْرِهَ» فتكلم بكلمة الكفر على وجه التقية مكرها «وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ» أي ساكن «بِالْإِيمََانِ» ثابت عليه فلا حرج عليه في ذلك و قيل إنه يتصل بما تقدم فمعناه إنما يفتري الكذب من كفر بالله من بعد إيمانه ثم استثني من ذلك من أكره على ذلك و كان مطمئن القلب إلى الإيمان في باطنه فإنه بخلافه «وَ لََكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً» أي من اتسع قلبه للكفر و طابت نفسه به «فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اَللََّهِ وَ لَهُمْ عَذََابٌ عَظِيمٌ» و له العذاب في الآخرة ثم أشار سبحانه إلى العذاب العظيم فقال‌} «ذََلِكَ بِأَنَّهُمُ اِسْتَحَبُّوا» أي آثروا «اَلْحَيََاةَ اَلدُّنْيََا» و التلذذ فيها و الركون إليها «عَلَى اَلْآخِرَةِ» عنى بذلك أنهم فعلوا ما فعلوه للدنيا طلبا لها دون طلب الآخرة «وَ أَنَّ اَللََّهَ لاََ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلْكََافِرِينَ» قد سبق معناه‌} «أُولََئِكَ اَلَّذِينَ طَبَعَ اَللََّهُ عَلى‌ََ قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصََارِهِمْ» قد سبق معنى الطبع على القلوب و السمع و الأبصار في سورة البقرة «وَ أُولََئِكَ هُمُ اَلْغََافِلُونَ» وصفهم بعموم الغفلة مع أن الخواطر تزعجهم لجهلهم عما يؤدي إليه حالهم في الآخرة و قيل أراد أنهم بمنزلة الغافلين فيكون تهجينا لهم و ذما ثم قال‌} «لاََ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي اَلْآخِرَةِ هُمُ اَلْخََاسِرُونَ» هذا تأكيد لحكم الخسار عليهم يعني أنهم هم المغبونون إذ حرموا الجنة و نعيمها و عذبوا في النار} «ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هََاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مََا فُتِنُوا» أي عذبوا في الله و ارتدوا على الكفر فأعطوهم بعد ما أرادوا ليسلموا من شرهم «ثُمَّ جََاهَدُوا» مع النبي ص «وَ صَبَرُوا» على الدين و الجهاد «إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهََا» أي من بعد تلك الفتنة أو تلك الفعلة التي فعلوها من التفوه بكلمة الكفر «لَغَفُورٌ رَحِيمٌ» .

النظم‌

و اتصلت هذه الآية الأخيرة بقوله «إِلاََّ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمََانِ»

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 598
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست