responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 593

(1) - بالطاعات من الواجبات و المندوبات فإن أفعال المكلف قد تكون طاعة و قد تكون مباحا لا يقع الجزاء عليه و لا يستحق عليه أجر و لا حمد فلذلك قال سبحانه «بِأَحْسَنِ» فإن الطاعة أحسن من المباح و هذا يدل على فساد قول من يقول إنه لا يكون حسن أحسن من حسن‌} «مَنْ عَمِلَ صََالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى‌ََ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ» هذا وعد من الله سبحانه أي من عمل عملا صالحا سواء كان ذكرا أو أنثى و هو مع ذلك مؤمن مصدق بتوحيد الله مقر بصدق أنبيائه «فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيََاةً طَيِّبَةً» قيل فيه أقوال (أحدها) أن الحياة الطيبة الرزق الحلال عن ابن عباس و سعيد بن جبير و عطاء (و ثانيها) أنها القناعة و الرضا بما قسم الله عن الحسن و وهب و روي ذلك عن النبي ص (و ثالثها) أنها الجنة عن قتادة و مجاهد و ابن زيد قال الحسن لا يطيب لأحد حياة إلا في الجنة و قال ابن زيد أ لا ترى إلى قوله‌ يََا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيََاتِي (و رابعها) أنها رزق يوم بيوم (و خامسها) أنها حياة طيبة في القبر «وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ» مر تفسيره و إنما كرره تأكيدا} «فَإِذََا قَرَأْتَ اَلْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللََّهِ مِنَ اَلشَّيْطََانِ اَلرَّجِيمِ» معناه إذا أردت يا محمد قراءة القرآن فاستعذ بالله من شر الشيطان المرجوم المطرود الملعون و هذا كما يقال إذا أكلت فاغسل يديك و إذا صليت فكبر و منه‌ إِذََا قُمْتُمْ إِلَى اَلصَّلاََةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ و الاستعاذة استدفاع الأدنى بالأعلى على وجه الخضوع و التذلل و تأويله استعذ بالله من وسوسة الشيطان عند قراءتك لتسلم في التلاوة من الزلل و في التأويل من الخطل و الاستعاذة عند التلاوة مستحبة غير واجبة بلا خلاف في الصلاة و خارج‌الصلاة و قد تقدم ذكر اختلاف القراء في لفظ الاستعاذة في أول الفاتحة } «إِنَّهُ» يعني الشيطان «لَيْسَ لَهُ سُلْطََانٌ» أي تسلط و قدرة «عَلَى اَلَّذِينَ آمَنُوا» بالله «وَ عَلى‌ََ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» و المعنى أنه لا يقدر على أن يكرههم على الكفر و المعاصي و قيل معناه ليس له حجة على ما يدعوهم إليه من المعاصي عن قتادة } «إِنَّمََا سُلْطََانُهُ عَلَى اَلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ» معناه إنما تسلطه على الذين يطيعونه فيقبلون دعاءه و يتبعون إغواءه «وَ اَلَّذِينَ هُمْ بِهِ» أي بسبب طاعته «مُشْرِكُونَ» بالله و قيل معناه و الذين هم بالله مشركون أي يشركون مع الله سبحانه غيره في العبادة عن مجاهد .

النظم‌

اتصل قوله «فَإِذََا قَرَأْتَ اَلْقُرْآنَ » الآيات بما قدمه سبحانه من الأمر بالطاعات فعقب ذلك بالاستعاذة من الشيطان الآمر بالمعاصي تحذيرا منه و إنما خص بالقرآن لأن القرآن هو العمدة في جميع أمور الدين و قيل اتصل بقوله‌ «وَ نَزَّلْنََا عَلَيْكَ اَلْكِتََابَ تِبْيََاناً لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ» ثم اعترض ذكر الأوامر و النواهي ثم عاد الكلام إلى ذكر القرآن و الأمر بالاستعاذة عند قراءته.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 593
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست