responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 587

(1) - تفصيل ما نهى عنه لأن الفحشاء قد يكون ما يفعله الإنسان في نفسه من القبيح مما لا يظهره و المنكر ما يظهره للناس مما يجب عليهم إنكاره و البغي ما يتطاول به من الظلم لغيره و قيل إن الفحشاء الزنا و المنكر ما ينكره الشرع و البغي الظلم و الكبر عن ابن عباس و قيل إن العدل استواء السريرة و العلانية و الإحسان أن تكون السريرة أحسن من العلانية و الفحشاء و المنكر أن تكون العلانية أحسن من السريرة عن سفيان بن عيينة «يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» معناه يعظكم بما تضمنت هذه الآية من مكارم الأخلاق لكي تتذكروا و تتفكروا و ترجعوا إلى الحق قال عبد الله بن مسعود هذه الآية أجمع آية في كتاب الله للخير و الشر قال قتادة أمر الله سبحانه بمكارم الأخلاق و نهاهم عن سفاسف الأخلاق و جاءت الرواية أن عثمان بن مظعون قال كنت أسلمت استحياء من رسول الله ص لكثرة ما كان يعرض علي الإسلام و لما يقر الإسلام في قلبي فكنت ذات يوم عنده حال تأمله فشخص بصره نحو السماء كأنه يستفهم شيئا فلما سرى عنه سألته عن حاله فقال‌ نعم بينا أنا أحدثك إذ رأيت جبرائيل في الهواء فأتاني بهذه الآية «إِنَّ اَللََّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ اَلْإِحْسََانِ» و قرأها علي إلى آخرها فقر الإسلام في قلبي و أتيت عمه أبا طالب فأخبرته فقال يا آل قريش اتبعوا محمدا ص ترشدوا فإنه لا يأمركم إلا بمكارم الأخلاق و أتيت الوليد بن المغيرة و قرأت عليه هذه الآية فقال إن كان محمد قاله فنعم ما قال و إن قاله ربه فنعم ما قال فأنزل الله‌ «أَ فَرَأَيْتَ اَلَّذِي تَوَلََّى ` وَ أَعْطى‌ََ قَلِيلاً وَ أَكْدى‌ََ»

يعني قوله فنعم ما قال و معنى قوله‌ وَ أَكْدى‌ََ أنه لم يقم على ما قاله و قطعه و عن عكرمة قال أن النبي ص قرأ هذه الآية على الوليد بن المغيرة فقال يا ابن أخي أعد فأعاد فقال إن له لحلاوة و إن عليه لطلاوة و إن أعلاه لمثمر و إن أسفله لمغدق و ما هو قول البشر.

ـ

النظم‌

وجه اتصال قوله «وَ نَزَّلْنََا عَلَيْكَ اَلْكِتََابَ تِبْيََاناً لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ» بما قبله أنه سبحانه لما بين أن الأنبياء تشهد على أممهم يوم القيامة بين عقيبه أنه سبحانه قد كلف الجميع و أزاح عللهم في التكليف بأن أنزل القرآن بما فيه من البيان و الهداية و الرحمة و البشارة لأهل الإيمان و أنهم إذا عوقبوا فإنما أتوا في ذلك من قبل نفوسهم و هذا كله مما يدخل في الشهادة و وجه اتصال قوله «إِنَّ اَللََّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ» الآية بما قبله أنه سبحانه لما ذكر القرآن بين عقيبه ما يأمر به و ينهى عنه فيه و قيل إنه يتصل بقوله «وَ يَوْمَ نَبْعَثُ» كأنه قال بعد ذكر القيامة و الشهود أنه يأمر بالعدل و ينهى عن الظلم فاعلموا أنه سبحانه لا يظلم أحدا بل يعدل و يتفضل و لذلك جاء بالشهود ليشهدوا على أممهم أنهم أتوا فيما لاقوه من العذاب من‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 587
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست