responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 581

(1) - أي يجعل لكم أثاثا و متاعا.

المعنى‌

ثم عدد سبحانه نعما له أخر فقال «وَ اَللََّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهََاتِكُمْ» منعما عليكم بذلك و أنتم «لاََ تَعْلَمُونَ شَيْئاً» من منافعكم و مضاركم في تلك الحال «وَ جَعَلَ لَكُمُ اَلسَّمْعَ وَ اَلْأَبْصََارَ وَ اَلْأَفْئِدَةَ» أي تفضل عليكم بالحواس الصحيحة التي هي طرق إلى العلم بالمدركات و تفضل عليكم بالقلوب التي تفقهون بها الأشياء إذ هي محل المعارف «لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» أي لكي تشكروه على ذلك و تحمدوه ثم عطف سبحانه على ما تقدم من الدلائل بدلالة أخرى فقال أ لم تروا أي أ لم تتفكروا و تنظروا} «إِلَى اَلطَّيْرِ مُسَخَّرََاتٍ فِي جَوِّ اَلسَّمََاءِ» أي كيف خلقها الله خلقة يمكنها معها التصرف في جو السماء صاعدة و منحدرة و ذاهبة و جائية مذللات للطيران في الهواء بأجنحتها تطير من غير أن تعتمد على شي‌ء «مََا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اَللََّهُ» أي ما يمسكهن من السقوط على الأرض من الهواء إلا الله فيمسك الهواء تحت الطير حتى لا ينزل فيه كإمساك الماء تحت السائح في الماء حتى لا ينزل فيه فجعل إمساك الهواء تحتها إمساكا لها على التوسع فإن سكونها في الجو إنما هو فعلها فالمعنى أ لم تنظروا في ذلك فتعلموا أن لها مسخرا و مدبرا لا يعجزه شي‌ء و لا يتعذر عليه شي‌ء و إنه إنما خلق ذلك ليعتبروا به فيصلوا إلى الثواب الذي عرضهم له و لو كان فعل ذلك لمجرد الأنعام على العبيد لكان حسنا لكنه سبحانه و تعالى ضم إلى ذلك التعريض للثواب «إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيََاتٍ» أي دلالات على وحدانية الله تعالى و قدرته «لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» لأنهم الذين انتفعوا به ثم عدد سبحانه نعما أخر في الآية الأخرى فقال‌} «وَ اَللََّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً» أي موضعا تسكنون فيه مما يتخذ من الحجر و المدر و ذلك أنه سبحانه خلق الخشب و المدر و الآلة التي يمكن بها تسقيف البيوت و بناؤها «وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ اَلْأَنْعََامِ» يعني الأنطاع و الأدم «بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهََا» أي قبابا و خياما يخف عليكم حملها في أسفاركم «يَوْمَ ظَعْنِكُمْ» أي ارتحالكم من مكان إلى مكان و قيل معنى الظعن سير أهل البوادي لنجعة أو حضور ماء أو طلب مرتع «وَ يَوْمَ إِقََامَتِكُمْ» أي اليوم الذي تنزلون موضعا تقيمون فيه أي لا يثقل عليكم في الحالتين «وَ مِنْ أَصْوََافِهََا» و هي للضأن «وَ أَوْبََارِهََا» و هي للإبل «وَ أَشْعََارِهََا» و هي للمعز «أَثََاثاً» أي مالا عن ابن عباس و قيل نوعا من متاع البيت من الفراش و الأكسية و قيل طنافس و بسطا و ثيابا و كسوة و الكل متقارب «وَ مَتََاعاً» تتمتعون به و معاشا تتجرون فيه «إِلى‌ََ حِينٍ» أي إلى يوم القيامة عن الحسن و قيل إلى وقت الموت عن الكلبي و يحتمل أن يكون أراد به موت المالك أو موت الأنعام و قيل إلى وقت البلى و الفناء و فيه إشارة إلى أنها فانية فلا ينبغي للعاقل أن يختارها على نعيم الآخرة.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 581
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست