responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 578

(1) - فهو ينفق منه لأن الإنفاق إنما يكون من المال لا من الحدث الذي هو المصدر.

المعنى‌

ثم بين سبحانه للمشركين أمر ضلالتهم فقال «ضَرَبَ اَللََّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لاََ يَقْدِرُ عَلى‌ََ شَيْ‌ءٍ» أي بين الله مثلا فيه بيان المقصود تقريبا للخطاب إلى أفهامهم ثم ذكر ذلك المثل فقال «عَبْداً مَمْلُوكاً لاََ يَقْدِرُ» من أمره على شي‌ء «وَ مَنْ رَزَقْنََاهُ مِنََّا رِزْقاً حَسَناً» يريد و حرا رزقناه و ملكناه مالا و نعمة «فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَ جَهْراً» لا يخاف من أحد «هَلْ يَسْتَوُونَ» و لم يقل يستويان لأنه أراد بقوله «وَ مَنْ رَزَقْنََاهُ» و قوله «عَبْداً مَمْلُوكاً» الشيوع في الجنس لا التخصيص يريد أن الاثنين المتساويين في الخلق إذا كان أحدهما مالكا قادرا على الإنفاق و الآخر عاجزا عن الإنفاق لا يستويان فكيف يستوي بين الحجارة التي لا تعقل و لا تتحرك و بين الله عز اسمه القادر على كل شي‌ء الخالق الرازق لجميع خلقه و هذا معنى قول المجاهد و الحسن و قيل إن هذا المثل للكافر و المؤمن فإن الكافر لا خير عنده و المؤمن يكسب الخير عن ابن عباس و قتادة نبه الله سبحانه بذلك على اختلاف حاليهما و دعا إلى حال المؤمن و صرف عن حال الكافر «اَلْحَمْدُ لِلََّهِ» أي الشكر لله على نعمه و فيه إشارة إلى أن النعم كلها منه و قيل معناه قولوا الحمد لله الذي دلنا على توحيده و معرفته و هدانا إلى شكر نعمته و أوضح لنا السبيل إلى جنته «بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاََ يَعْلَمُونَ» يعني أن أكثر الناس و هم المشركون لا يعلمون أن الحمد لي و أن جميع النعمة مني ثم ضرب سبحانه مثلا آخر فقال «وَ ضَرَبَ اَللََّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمََا أَبْكَمُ لاََ يَقْدِرُ عَلى‌ََ شَيْ‌ءٍ» من الكلام لأنه لا يفهم و لا يفهم عنه و قيل معناه لا يقدر أن يدبر أمر نفسه «وَ هُوَ كَلٌّ عَلى‌ََ مَوْلاََهُ» أي ثقل و وبال على وليه الذي يتولى أمره‌ «أَيْنَمََا يُوَجِّهْهُ لاََ يَأْتِ بِخَيْرٍ» معناه أنه لا منفعة لمولاه فيه أينما يرسله في حاجة لا يرجع بخير و لا يهتدي إلى منفعة «هَلْ يَسْتَوِي هُوَ» أي هذا الأبكم الموصوف بهذه الصفة «وَ مَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ» أي و من هو فصيح يأمر بالعدل و الحق و يدعو إلى الثواب و البر «وَ هُوَ عَلى‌ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ» أي على دين قويم و طريق واضح فيما يأتي به و يذر و المراد أنهما لا يستويان قط لأنه لا جواب لهذا الكلام إلا النفي و هذا كما قال‌ أَ فَمَنْ كََانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كََانَ فََاسِقاً لاََ يَسْتَوُونَ و قيل في معنى هذا المثل أيضا قولان (أحدهما) أنه مثل ضربه الله تعالى فيمن يؤمل الخير من جهته و من لا يؤمل منه و أصل الخير كله من الله تعالى فكيف يستوي بينه و بين شي‌ء سواه في العبادة (و الآخر) أنه مثل للكافر و المؤمن فالأبكم الكافر و الذي يأمر بالعدل المؤمن عن ابن عباس و قيل إن الأبكم أبي بن خلف و من يأمر بالعدل حمزة و عثمان بن مظعون عن عطاء و قيل إن الأبكم هاشم بن عمر بن الحارث القرشي و كان قليل الخير يعادي رسول الله ص عن مقاتل ثم وصف‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 578
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست