responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 573

(1) - و بين قوله‌ تَتَّخِذُونَ أَيْمََانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ «إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَةً» أي دلالة ظاهرة «لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ» عن الله تعالى ذلك و يتفكرون فيه بين الله سبحانه بذلك أنكم تستخرجون من الثمرات عصيرا يخرج من قشر قد اختلط به فكذلك الله يستلخص ما تبدد من الميت مما هو مختلط به من التراب‌} «وَ أَوْحى‌ََ رَبُّكَ إِلَى اَلنَّحْلِ» أي ألهمها إلهاما عن الحسن و ابن عباس و مجاهد و قيل جعل ذلك في غرائزها بما يخفى مثله عن غيرها عن الحسن قال أبو عبيدة الوحي في كلام العرب على وجوه منها وحي النبوة و منها الإلهام و منها الإشارة و منها الكتاب و منها الإسرار فوحي النبوة في قوله‌ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ و الإلهام في قوله «وَ أَوْحى‌ََ رَبُّكَ إِلَى اَلنَّحْلِ» و «أَوْحَيْنََا إِلى‌ََ أُمِّ مُوسى‌ََ » و الإشارة في قوله‌ فَأَوْحى‌ََ إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا قال مجاهد معناه أشار إليهم و قال الضحاك كتب لهم و الإسرار في قوله‌ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى‌ََ بَعْضٍ زُخْرُفَ اَلْقَوْلِ غُرُوراً و أصل الوحي عند العرب أن يلقي الإنسان إلى صاحبه شيئا بالاستتار و الإخفاء و أما ما روي عن ابن عباس أنه قال لا وحي إلا القرآن فإن المراد به أن القرآن هو الوحي الذي نزل به جبرائيل على محمد ص دون أن يكون أنكر ما قلناه و يقال أوحي له و أوحي إليه قال العجاج :

"أوحي لها القرار فاستقرت"

و المعنى أن الله تعالى ألهم النحل اتخاذ المنازل و المساكن و الأوكار و البيوت في الجبال و الشجر و غير ذلك و تقديره «أَنِ اِتَّخِذِي مِنَ اَلْجِبََالِ بُيُوتاً» للعسل و لا يقدر على مثلها أحد «وَ مِنَ اَلشَّجَرِ وَ مِمََّا يَعْرِشُونَ» أي و من الكرم لأنه الذي يعرش و يتخذ منه العريش و فيه لغتان يعرشون و يعرشون بضم الراء و كسرها و قد قرئ بهما و قيل معنى يعرشون يبنون و العرش سقف البيت عن الكلبي و المعنى ما يبني الناس لها من خلاياها التي تعسل فيها و لو لا إلهام الله إياها ما كانت تأوي إلى ما بني لها من بيوتها و إنما أتى بلفظ الأمر و إن كانت النحل لا تعقل الأمر و لا تكون مأمورة لأنه لما أتى بلفظ الوحي أجري عليه لفظ الأمر اتساعا} «ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ اَلثَّمَرََاتِ» أي من أنواع الثمرات من أي ثمرة شئت «فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ» أي فادخلي سبل ربك التي جعلها الله لك «ذُلُلاً» أي مذللة موطأة للسلوك واسعة يمكن سلوكها فيكون قوله «ذُلُلاً» صفة للسبل و هي منصوبة على الحال و هو قول مجاهد و قيل ذللا أي مطيعة لله منقادة مسخرة و يكون من صفة النحل عن قتادة «يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهََا شَرََابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوََانُهُ» و هو العسل‌ فإن ألوانه مختلفة لأن منه ما هو شديد البياض و منه ما هو أصفر و منه ما يضرب إلى الحمرة و ذلك أن النحل تتناول ألوانا مختلفة من النبات و الزهر فيجعلها الله تعالى عسلا على ألوان مختلفة يخرج من بطونها إلا أنها تلقيه من أفواهها كالريق الذي يخرج من فم ابن‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 573
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست