responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 572

572

(1) - شَيْئاً» إن نصبت شيئا بعلم و هو مذهب سيبويه كنت قد أعملت الثاني و أضمرت المفعول في يعلم على شريطة التفسير و إن أعملت يعلم و هو مذهب الفراء أضمرت لعلم مفعولا و فصلت بين المعمول و العامل فجمعت بين مجازين بخلاف مذهب سيبويه .

ـ

المعنى‌

ثم عطف سبحانه على ما تقدم من دلائل التوحيد و عجائب الصنعة و بدائع الحكمة بقوله «وَ إِنَّ لَكُمْ فِي اَلْأَنْعََامِ» يعني الإبل و البقر و الغنم «لَعِبْرَةً» أي لعظة و اعتبارا و دلالة على قدرة الله تعالى «نُسْقِيكُمْ مِمََّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَ دَمٍ لَبَناً خََالِصاً» و روى الكلبي عن ابن عباس قال إذا استقر العلف في الكرش صار أسفله فرثا و أعلاه دما و وسطه لبنا فيجري الدم في العروق و اللبن في الضرع و يبقى الفرث كما هو فذلك قوله «مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَ دَمٍ لَبَناً خََالِصاً» لا يشوبه الدم و لا الفرث «سََائِغاً لِلشََّارِبِينَ» أي جائزا في حلوقهم و الكبد مسلطة على هذه الأصناف فيقسمها على الوجه الذي اقتضاه التدبير الإلهي بين سبحانه لمن ينكر البعث أن من قدر على إخراج لبن أبيض سائغ من بين الفرث و الدم من غير أن يختلط بهما قادر على إخراج الموتى من الأرض من غير أن يختلط شي‌ء من أبدانهم بأبدان غيرهم ثم قال «وَ مِنْ ثَمَرََاتِ اَلنَّخِيلِ وَ اَلْأَعْنََابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً» قيل معناه و لكم عبرة فيما أخرج الله لكم من ثمرات النخيل و الأعناب عن الحسن و قيل معناه من ثمرات النخيل و الأعناب ما تتخذون منه‌ سكرا و العرب تضمر ما الموصولة كثيرا قال سبحانه‌ وَ إِذََا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً أي ما ثم و قيل إن تقديره و من ثمرات النخيل و الأعناب شي‌ء تتخذون منه سكرا «وَ رِزْقاً حَسَناً» فحذف الموصوف لدلالة الصفة عليه و الأعناب عطف على الثمرات أي و من الأعناب شي‌ء تتخذون سكرا و هو كل ما يسكر من الشراب كالخمر. و الرزق الحسن ما أحل منهما كالخل و الزبيب و الرب و الرطب و التمر عن ابن مسعود و ابن عباس و سعيد بن جبير و الحسن و قتادة و مجاهد و غيرهم و روى الحاكم في صحيحه بالإسناد عن ابن عباس أنه سئل عن هذه الآية فقال السكر ما حرم من ثمرها و الرزق الحسن ما أحل من ثمرها قال قتادة نزلت الآية قبل تحريم الخمر و نزل تحريمها بعد ذلك في سورة المائدة قال أبو مسلم و لا حاجة إلى ذلك سواء كان الخمر حراما أم لم يكن لأنه تعالى خاطب المشركين و عدد إنعامه عليهم بهذه الثمرات و الخمر من أشربتهم فكانت نعمة عليهم و قيل إن المراد بالسكر ما يشرب من أنواع الأشربة مما يحل و الرزق الحسن ما يؤكل و الحسن اللذيذ عن الشعبي و الجبائي فالمعنى تتخذون منه أصنافا من الأشربة و الأطعمة و قد أخطأ من تعلق بهذه الآية في تحليل النبيذ لأنه سبحانه إنما أخبر عن فعل كانوا يتعاطونه فأي رخصة في هذا اللفظ و الوجه فيه أنه سبحانه أخبر أنه خلق هذه الثمار لينتفعوا بها فاتخذوا منها ما هو محرم عليهم و لا فرق بين قوله هذا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 572
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست