و الوصب الألم الذي يكون عن الإعياء بدوام العمل مدة قال:
لا يغمز الساق من أين و من وصب # و لا يعض على شرسوفه الصفر
و الجؤار الاستغاثة برفع الصوت و يقال جار الثور يجار جؤارا إذا رفع صوته من جوع أو غيره قال الأعشى :
و ما أيبلي على هيكل # بناه و صلب فيه و صارا
يراوح من صلوات المليك # طورا سجودا و طورا جؤارا
و بناء الأصوات على فعال و فعيل نحو الصراخ و البكاء و العويل و الصفير و الفعال أكثر.
الإعراب
ذكر اثنين توكيدا لقوله «إِلََهَيْنِ» كما ذكر الواحد في قوله «إِلََهٌ وََاحِدٌ»«وََاصِباً» نصب على الحال و ما بكم موصول و صلة في موضع الرفع بالابتداء و دخلت الفاء في خبره و هو قوله «فَمِنَ اَللََّهِ» تقديره فهو من الله و لا فعل هاهنا لأن قوله «بِكُمْ» قد تضمن معنى الفعل فإنه بمعنى و ما حل بكم من نعمة.
المعنى
لما بين سبحانه دلائل قدرته و إلهيته عقبه بالتنبيه على وحدانيته فقال «وَ قََالَ اَللََّهُ لاََ تَتَّخِذُوا إِلََهَيْنِ اِثْنَيْنِ» أي لا تعبدوا مع الله إلها آخر فتشركوا بينهما في العبادة لأنه لا يستحق العبادة سواه و ذكر اثنين كما يقال فعلت ذلك لأمرين اثنين و قيل إن تقديره لا تتخذوا اثنين إلهين يريد به نفسه و غيره «إِنَّمََا هُوَ إِلََهٌ وََاحِدٌ» و إنما لإثبات المذكور و نفي ما عداه فكأنه قال هو إله واحد لا إله غيره «فَإِيََّايَ فَارْهَبُونِ» أي ارهبوا أعقابي و سطواتي و لا تخشوا غيري و ورد عن بعض الحكماء أنه قال نهاك ربك أن تتخذ إلهين فاتخذت آلهة عبدت نفسك و هواك و دنياك و طبعك و مرادك و عبدت الخلق فإني تكون موحدا} «وَ لَهُ مََا فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» ملكا و ملكا و خلقا «وَ لَهُ اَلدِّينُ وََاصِباً» أي و له الطاعة دائمة واجبة على الدوام عن ابن عباس و الحسن و مجاهد و قتادة و معناه أنه سبحانه الذي يعبد دائما و غيره
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 563