نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 542
(1) - فيدخل في بيع الغرر المنهي عنه و الذرأ إظهار الشيء بإيجاده يقال ذرأه يذرؤه و ذرأه و فطرة و أنشأه نظائر و ملح ذرئ أي ظاهر البياض .
الإعراب
نصب «اَلْخَيْلَ وَ اَلْبِغََالَ وَ اَلْحَمِيرَ» على أنها مفعول في المعنى أي و خلق الخيل و البغال و الحمير و نصب زينة لأنها مفعول لها. و خلقها زينة «وَ مََا ذَرَأَ» "ما"بمعنى الذي و موضعه نصب على تقدير و خلق ما ذرأ لكم و قيل هو في موضع الجر بالعطف على ذلك أي أن في ذلك ما ذرأ لكم. مختلفا نصب على الحال و ألوانه فاعله.
المعنى
ثم عطف سبحانه على ما عدده من صنوف أنعامه فقال «وَ اَلْخَيْلَ» أي و خلق لكم الخيل «وَ اَلْبِغََالَ وَ اَلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهََا» في حوائجكم و تصرفاتكم «وَ زِينَةً» أي و لتتزينوا بها من الله تعالى على خلقه بأن خلق لهم من الحيوان ما يركبونه و يتجملون به و ليس في هذا ما يدل على تحريم أكل لحومها و قد روى البخاري في الصحيح مرفوعا إلى أسماء بنت أبي بكر قال أكلنا لحم فرس على عهد رسول الله ص «وَ يَخْلُقُ مََا لاََ تَعْلَمُونَ» من أنواع الحيوان و النبات و الجماد لمنافعكم} «وَ عَلَى اَللََّهِ قَصْدُ اَلسَّبِيلِ» أي بيان قصد السبيل عن ابن عباس و معناه واجب على الله في عدله بيان الطريق المستقيم و هو بيان الهدى من الضلالة و الحلال من الحرام ليتبع الهدى و الحلال و يجتنب الضلالة و الحرام و هذا مثل قوله إِنَّ عَلَيْنََا لَلْهُدىََ«وَ مِنْهََا جََائِرٌ» معناه من السبيل ما هو جائر أي عادل عن الحق «وَ لَوْ شََاءَ لَهَدََاكُمْ أَجْمَعِينَ» إلى قصد السبيل بالإلجاء و القهر فإنه قادر على ذلك و قيل معناه لهداكم إلى الجنة و الثواب تفضلا عن الجبائي و أبي مسلم و قيل إن معنى الآية و على الله الممر. و من الطرق التي الممر فيها على الله جائر و كلاهما على الله لا يخرج أحدا عن قبضته و حكمه كقوله «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصََادِ» و قيل على الله ممر ذي السبيل القصد و السبيل الجائر و إليه مرجع كل واحد منهما لا يخرج واحد عن سلطانه و لو أراد أن يحمل الجميع على الحق لفعل و من عدل عن الطريق المستقيم فليس ذلك لعجز من الله تعالى ثم عد سبحانه نعمة أخرى دالة على وحدانيته فقال} «هُوَ اَلَّذِي أَنْزَلَ مِنَ اَلسَّمََاءِ مََاءً» أي مطرا «لَكُمْ مِنْهُ شَرََابٌ» أي لكم من ذلك الماء شراب تشربونه «وَ مِنْهُ شَجَرٌ» فيه وجهان (أحدهما) أن يكون المراد و منه شرب شجر أو سقي شجر فحذف المضاف (و الآخر) أن يكون المراد و من جهة الماء شجر و من سقيه و إنباته شجر فحذف المضاف إلى الهاء في منه كما قال زهير :
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 542