responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 539

(1) - سبحانه بالاحتجاج على الخلق بالخلق و تعداد صنوف الأنعام فقال «خَلَقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ بِالْحَقِّ» و معناه أنه خلقهما ليستدل بهما على معرفته و يتوصل بالنظر فيهما إلى العلم بكمال قدرته و حكمته و قيل خلقهما لينتفع بهما في الدين و الدنيا و ليعمل بالحق «تَعََالى‌ََ عَمََّا يُشْرِكُونَ» أي تقدس عن أن يكون له شريك ثم بين سبحانه دلالة أخرى فقال «خَلَقَ اَلْإِنْسََانَ مِنْ نُطْفَةٍ» و النطفة الماء القليل غير أنه بالتعارف صار اسما لماء الفحل «فَإِذََا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ» اختصر هاهنا ذكر تقلب أحوال الإنسان لذكره ذلك في أمكنة كثيرة من القرآن فالمعنى أنه خلق الإنسان من نطفةسيالة ضعيفة مهينة دبرها و صورها بعد أن قلبها حالا بعد حال حتى صارت إنسانا يخاصم عن نفسه و يبين عما في ضميره فبين سبحانه أنقص أحوال الإنسان و أكملها منبها على كمال قدرته و علمه و قيل خصيم مجادل بالباطل مبين ظاهر الخصومة عن ابن عباس و الحسن فعلى هذا يكون المعنى أنه خلقه و مكنه فأخذ يخاصم في نفسه و فيه تعريض لفاحش ما ارتكبه الإنسان من تضييع حق نعمة الله عليه ثم بين سبحانه نعمته في خلق الأنعام فقال‌} «وَ اَلْأَنْعََامَ خَلَقَهََا» معناه و خلق الأنعام من الماء كما خلقكم منه يدل عليه قوله‌ «وَ اَللََّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مََاءٍ» و أكثر ما يتناول الأنعام الإبل و يتناول البقر و الغنم أيضا و في اللغة هي ذوات الأخفاف و الأظلاف دون ذوات الحوافر «لَكُمْ فِيهََا دِفْ‌ءٌ» أي لباس عن ابن عباس و مجاهد و قيل ما يستدفا به مما يعمل من صوفها و وبرها و شعرها عن الحسن فيدخل فيه الأكسية و اللحف و الملبوسات و غيرها قال الزجاج أخبر سبحانه أن في الأنعام ما يدفئنا و لم يقل و لكم فيها ما يكنكم من البرد لأن ما ستر من الحر ستر من البرد و قال في موضع آخر سَرََابِيلَ تَقِيكُمُ اَلْحَرَّ فعلم أنها تقي البرد أيضا فكذلك هاهنا و قيل إن معناه و خلق الأنعام لكم أي لمنافعكم ثم ابتدأ و أخبر و قال «فِيهََا دِفْ‌ءٌ» عن الحسن و جماعة «وَ مَنََافِعُ» معناه و لكم فيها منافع آخر من الحمل و الركوب و إثارة الأرض و الزرع و النسل «وَ مِنْهََا تَأْكُلُونَ» أي و من لحومها تأكلون‌ «وَ لَكُمْ فِيهََا جَمََالٌ» أي حسن منظر و زينة «حِينَ تُرِيحُونَ» أي حين تردونها إلى مراحها و هي حيث تأوي إليه ليلا «وَ حِينَ تَسْرَحُونَ» أي حين ترسلونها بالغداة إلى مراعيها و أحسن ما يكون النعم إذا راحت عظاما ضروعها ممتلئة بطونها منتصبة أسنمتها و كذلك إذا سرحت إلى المراعي رافعة رءوسها فيقول الناس هذه جمال فلان و مواشيه فيكون له فيها جمال‌} «وَ تَحْمِلُ أَثْقََالَكُمْ» أي أمتعتكم «إِلى‌ََ بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بََالِغِيهِ إِلاََّ بِشِقِّ اَلْأَنْفُسِ» أي و تحمل الإبل و بعض البقر أحمالكم الثقيلة إلى بلد بعيدة لا يمكنكم أن تبلغوه من دون الأحمال إلا بكلفة و مشقة تلحق أنفسكم فكيف تبلغونه مع الأحمال لو لا أن الله تعالى سخر هذه الأنعام لكم حتى حملت أثقالكم إلى‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 539
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست