نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 531
(1) - «وَ اَلْقُرْآنَ اَلْعَظِيمَ»تقديره و آتيناك القرآن العظيم وصفه بالعظيم لأنه يتضمن جميع ما يحتاج إليه من أمور الدين بأوجز لفظ و أحسن نظم و أتم معنى} «لاََ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلىََ مََا مَتَّعْنََا بِهِ أَزْوََاجاً مِنْهُمْ» أي لا ترفعن عينيك من هؤلاء الكفار إلى ما متعناهم و أنعمنا عليهم به أمثالا في النعم من الأموال و الأولاد و غير ذلك من زهرات الدنيا فإنها في معرض الزوال و الفناء مع ما يتبعها من الحساب و الجزاء و على هذا فيكون أزواجا منصوبا على الحال و المراد به الأشباه و الأمثال و قيل إن معناه لا تنظرن إلى ما في أيديهم من النعم التي هي أشباه يشبه بعضها بعضا فإن ما أنعمنا عليك و على من اتبعك من أنواع النعم و هي النبوة و القرآن و الإسلام و الفتوح و غيرها أكثر و أوفر مما آتيناهم و قيل إن معناه و لا تنظرن و لا تعظمن في عينيك و لا تمدهما إلى ما متعنا به أصنافا من المشركين و الأزواج الأصناف و يكون على هذا مفعولا به نهى الله رسوله عن الرغبة في الدنيا فحظر عليه أن يمد عينيه إليها و كان رسول الله لا ينظر إلى ما يستحسن من الدنيا «وَ لاََ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ» أي على كفار قريش إن لم يؤمنوا و نزل بهم العذاب عن الكلبي و قيل لا تحزن عليهم بما يصيرون إليه من عذاب النار بكفرهم عن الحسن و قيل لا تحزن لما أنعمت عليهم دونك عن الجبائي «وَ اِخْفِضْ جَنََاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ» أي ألن لهم جانبك و ارفق بهم عن ابن عباس و العرب تقول فلان خافض الجناح إذا كان وقورا حليما و أصله أن الطائر إذا ضم فرخه إلى نفسه بسط جناحه ثم خفضه فالمعنى تواضع للمؤمنين لكي يتبعك الناس في دينك} «وَ قُلْ إِنِّي أَنَا اَلنَّذِيرُ اَلْمُبِينُ» معناه و قل إني أنا المعلم بموضع المخافة ليتقى المبين لكم ما تحتاجون إليه و ما أرسلت به إليكم} «كَمََا أَنْزَلْنََا عَلَى اَلْمُقْتَسِمِينَ» قيل فيه قولان (أحدهما) إن معناه أنزلنا القرآن عليك كما أنزلنا على المقتسمين و هم اليهود و النصارى } «اَلَّذِينَ جَعَلُوا اَلْقُرْآنَ عِضِينَ» أي فرقوه و جعلوه أعضاء كأعضاء الجزور فآمنوا ببعضه و كفروا ببعضه عن قتادة قال آمنوا بما وافق دينهم و كفروا بما خالف دينهم و قيل سماهم مقتسمين لأنهم اقتسموا كتب الله تعالى فآمنوا ببعضها و كفروا ببعضها عن ابن عباس (و الآخر) إن معناه إني أنذركم عذابا كما أنزلنا على المقتسمين الذين اقتسموا طرق مكة يصدون عن رسول الله ص و الإيمان به قال مقاتل و كانوا ستة عشر رجلا بعثهم الوليد بن المغيرة أيام الموسم يقولون لمن أتى مكة لا تغتروا بالخارج منا و المدعي النبوة فأنزل الله بهم عذابا فماتوا شر ميتة ثم وصفهم فقال «اَلَّذِينَ جَعَلُوا اَلْقُرْآنَ عِضِينَ» أي جزءوه أجزاء فقالوا سحر و قالوا أساطير الأولين و قالوا مفترى عن ابن عباس .
النظم
وجه اتصال الآية الأولى بما قبلها هو أن الأمم لما خالفوا الحق أهلكوا لأن
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 531