responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 516

(1) - انتصب موضع أن لا تكون على قول سيبويه و بقي على الجر على قول الخليل و أبو الحسن حمل أن على الزيادة و لا تكون في موضع الحال قال و تقديره ما لك خارجا عن الساجدين.

المعنى‌

لما ذكر سبحانه الإحياء و الإماتة و النشأة الثانية عقبه ببيان النشأة الأولى فقال «وَ لَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسََانَ» يعني آدم «مِنْ صَلْصََالٍ» أي من طين يابس يسمع له عند النقر صلصلة أي صوت عن ابن عباس و الحسن و قتادة و أكثر المفسرين و قيل طين صلب يخالطه الكثيب عن الضحاك و قيل منتن عن مجاهد و اختاره الكسائي «مِنْ حَمَإٍ» أي من طين متغير «مَسْنُونٍ» أي مصبوب كأنه أفرغ حتى صار صورة كما يصب الذهب و الفضة و قيل إنه الرطب عن ابن عباس و قيل مسنون مصور عن سيبويه قال أخذ من سنة الوجه‌} «وَ اَلْجَانَّ» و هو إبليس عن الحسن و قتادة و قيل هو أبو الجن كما أن آدم أبو البشر عن ابن عباس و قيل هم الجن نسل إبليس و هو منصوب بفعل مضمر معناه و خلقنا الجان «خَلَقْنََاهُ مِنْ قَبْلُ» أي من قبل خلق آدم «مِنْ نََارِ اَلسَّمُومِ» أي من نار لها ريح حارة تقتل و قيل هي نار لا دخان لها و الصواعق تكون منها و روى أبو روق عن الضحاك عن ابن عباس قال كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن خلقوا من نار السموم من بين الملائكة و خلق الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار و قيل السموم النار الملتهبة عن أبي مسلم و في هذا إشارة إلى أن الإنسان لا يفضل بأصله و إنما يفضل بدينه و علمه و صالح عمله و أصل آدم (ع) كان من تراب و ذلك قوله‌ خَلَقَهُ مِنْ تُرََابٍ ثم جعل التراب طينا و ذلك قوله‌ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ* ثم ترك ذلك الطين حتى تغير و استرخى و ذلك قوله «مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ» ثم ترك حتى جف و ذلك قوله «مِنْ صَلْصََالٍ» فهذه الأقوال لا تناقض فيها إذ هي إخبار عن حالاته المختلفة} «وَ إِذْ قََالَ رَبُّكَ لِلْمَلاََئِكَةِ» تقديره و اذكر يا محمد إذ قال ربك للملائكة «إِنِّي خََالِقٌ» أي سأخلق «بَشَراً» أي آدم و سمي بشرا لأنه ظاهر الجلد لا يواريه شعر و لا صوف «مِنْ صَلْصََالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ» مر معناه‌} «فَإِذََا سَوَّيْتُهُ» بإتمام خلقته و إكمال خلقه و قيل معناه عدلت صورته «وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي» و النفخ إجراء الريح في الشي‌ء باعتماد فلما أجرى الله سبحانه الروح في آدم على هذه الصفة كان قد نفخ الروح فيه و إنما أضاف روح آدم إلى نفسه تكرمة له و تشريفا و هي إضافة الملك «فَقَعُوا لَهُ سََاجِدِينَ» أي اسجدوا له قال الكلبي أي فخروا له ساجدين‌} «فَسَجَدَ اَلْمَلاََئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ» هذا توكيد بعد توكيد عند سيبويه و قال المبرد و يدل قوله «أَجْمَعُونَ» على اجتماعهم في السجود أي فسجدوا كلهم في حالة واحدة قال الزجاج و قول سيبويه أجود لأن أجمعون معرفة فلا يكون حالا} «إِلاََّ إِبْلِيسَ أَبى‌ََ أَنْ يَكُونَ مَعَ اَلسََّاجِدِينَ» أي امتنع أن يكون معهم فلم يسجد معهم و قد سبق القول في أن إبليس هل كان‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 516
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست