نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 493
(1) - و قال زهير :
كان الرحل منها فوق صعل # من الظلمان جؤجؤة هواء
و الأجل الوقت المضروب لانقضاء الأمد .
الإعراب
«يَوْمَ يَأْتِيهِمُ» نصب على أنه مفعول به و العامل فيه أنذرهم و لا يكون على الظرف لأنه لم يؤمر بالإنذار في ذلك اليوم. فيقول عطف على يأتيهم و ليس جواب الأمر لأنه لو كان جوابا له لجاز فيه النصب و الرفع فالنصب مثل قول الشاعر:
يا ناق سيري عنقا فسيحا # إلى سليمان فنستريحا
و الرفع على الاستئناف «وَ تَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنََا بِهِمْ» فاعل تبين محذوف أي تبين لكم فعلنا بهم و لا يكون الفاعل كيف لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله و لأن كيف لا يخبر عنه و إنما يخبر به و كيف هنا منصوب بقوله «فَعَلْنََا» .
المعنى
لما ذكر سبحانه يوم الحساب وصفه و بين أنه لا يمهل الظالمين عن غفلة لكن لتأكيد الحجة قال «وَ لاََ تَحْسَبَنَّ اَللََّهَ غََافِلاً عَمََّا يَعْمَلُ اَلظََّالِمُونَ» و في هذا وعيد للظالم و تعزية للمظلوم و معناه و لا تظنن الله ساهيا عن مجازاة الظالمين على أعمالهم و قيل إن تقديره و لا تحسبن الله لا يعاقب الظالمين على أفعالهم و لا ينتصف للمظلومين منهم «إِنَّمََا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ اَلْأَبْصََارُ» و معناه إنما يؤخر عقابهم و مجازاتهم إلى يوم القيامة و هو اليوم الذي تكون فيه الأبصار شاخصة عن مواضعها لا تغمض لهول ما ترى في ذلك اليوم و لا تطرف عن الجبائي و قيل تشخص أبصارهم إلى إجابة الداعي حين يدعوهم عن الحسن و قيل تبقى أبصارهم مفتوحة لا تنطبق للتحير و الرعب} «مُهْطِعِينَ» أي مسرعين عن الحسن و سعيد بن جبير و قتادة و قيل يريد دائمي النظر إلى ما يرون لا يطوفون عن ابن عباس و مجاهد «مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ» أي رافعي رءوسهم إلى السماء حتى لا يرى الرجل مكان قدمه من شدة رفع الرأس و ذلك من هول يوم القيامة و قال مؤرج معناه ناكسي رءوسهم بلغة قريش «لاََ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ» أي لا ترجع إليهم أعينهم و لا يطبقونها و لا يغمضونها و إنما هو نظر دائم «وَ أَفْئِدَتُهُمْ هَوََاءٌ» أي قلوبهم خالية من كل شيء فزعا و خوفا عن ابن عباس و قيل خالية من كل سرور و طمع في الخير لشدة ما يرون من الأهوال كالهواء الذي بين السماء
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 493