responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 486

(1) - و الله هو المنشئ للرياح «وَ سَخَّرَ لَكُمُ اَلْأَنْهََارَ» التي تجري بالمياه التي ينزلها من السماء و يجريها في الأودية و ينصب منها في الأنهار} «وَ سَخَّرَ لَكُمُ اَلشَّمْسَ وَ اَلْقَمَرَ» أي ذلل لمنافعكم الشمس و القمر في سيرهما لتنتفعوا بضوء الشمس نهارا و بضوء القمر ليلا و ليبلغ بها الثمار و النبات في النضج الحد الذي عليه تتم النعمة فيهما «دََائِبَيْنِ» أي دائمين لا يفتران في صلاح الخلق و النباتات و منافعهم «وَ سَخَّرَ لَكُمُ اَللَّيْلَ وَ اَلنَّهََارَ» أي ذللهما لكم و مهدهما لمنافعكم لتسكنوا في الليل و لتبتغوا في النهار من فضله‌} «وَ آتََاكُمْ مِنْ كُلِّ مََا سَأَلْتُمُوهُ» معناه أن الإنسان قد يسأل الله العافية فيعطي و يسأله النجاة فيعطي و يسأله الغنى فيعطي و يسأله الولد و العز فيعطي و يسأله تيسير الأمور و شرح الصدور فيعطي فهذا في الجملة حاصل في الدعاء لله تعالى ما لم يكن فيه مفسدة في الدين أو على غيره فأين يذهب به مع هذه النعم التي لا تحصى كثرة عن الله الذي هو في كل حال محتاج إليه و هو مظاهرة بالنعم عليه و دخلت من للتبعيض لأنه لو قال و آتاكم كل ما سألتموه لاقتضى أن جميع ما يسأله العبد يعطيه الله تعالى و الأمر بخلافه لأن ما فيه مفسدة لا يعطيه الله إياه و تقديره و آتاكم من كل ما سألتم شيئا و قيل معناه و آتاكم من كل ما بكم إليه حاجة فما من شي‌ء يحتاج إليه العباد إلا و هو موجود فيما بينهم و هو كقوله‌ خَلَقَ لَكُمْ مََا فِي اَلْأَرْضِ جَمِيعاً و لم يخصص كل واحد من الخلق بإيتاء كل ما سأله و قيل معناه و آتاكم من كل شي‌ء سألتموه و لم تسألوه فما هاهنا نكرة موصوفة و الجملة صفة له و حذف الجملة المعطوفة و هي لم تسألوه كقوله‌ سَرََابِيلَ تَقِيكُمُ اَلْحَرَّ و المعنى و تقيكم البرد و إن فيما أبقي دليلا على ما ألقى «وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اَللََّهِ لاََ تُحْصُوهََا» أي لا تقدروا على إحصائها لكثرتها و النعمة هنا اسم أقيم مقام المصدر و لذلك لم يجمع فبين سبحانه أنه هو المنعم على الحقيقة و أنه المستحق للعبادة و يروى عن طليق بن حبيب أنه قال إن حق الله تعالى أثقل من أن يقوم به العباد فإن نعم الله أكثر من أن تحصيها العباد و لكن أصبحوا تائبين و أمسوا تائبين «إِنَّ اَلْإِنْسََانَ لَظَلُومٌ» أي كثير الظلم لنفسه «كَفََّارٌ» أي كثير الكفران لنعم ربه و قيل معناه ظلوم في الشدة يشكو و يجزع كفار في النعمة يجمع و يمنع و لم يرد بالإنسان هاهنا العموم بل هو مثل ما في قوله‌ وَ اَلْعَصْرِ ` إِنَّ اَلْإِنْسََانَ لَفِي خُسْرٍ .

النظم‌

اتصل قوله سبحانه «قُلْ لِعِبََادِيَ اَلَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا اَلصَّلاََةَ» بما تقدم من قوله «قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى اَلنََّارِ» فإنه عقب ذلك بالأمر للمؤمنين بما يوجب النعيم المقيم و مرافقة الأبرار ليكون قد عقب الوعيد بالوعد و العقاب بالثواب و اتصلت الآية الثانية بقوله «وَ جَعَلُوا لِلََّهِ أَنْدََاداً» فإنه سبحانه لما ذكر ما هم عليه من اتخاذ الأنداد لله سبحانه بين‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 486
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست