responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 476

(1) -

فإن تصبرا فالصبر خير مغبة # و إن تجزعا فالأمر ما تريان‌

.

المعنى‌

ثم بين سبحانه أنه إنما خلق الخلق ليعبدوه و ليؤمنوا به لا ليكفروا فقال «أَ لَمْ تَرَ» أي أ لم تعلم لأن الرؤية قد تكون بمعنى العلم كما تكون بمعنى الإدراك للبصر و هاهنا لا يمكن أن يكون بمعنى الرؤية بالبصر و الخطاب للنبي ص و المراد به الأمة «أَنَّ اَللََّهَ خَلَقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ» على ما تقتضيه الحكمة و الخلق فعل الشي‌ء على تقدير و ترتيب «بِالْحَقِّ» أي بقوله الحق و قيل أراد للحق أي للغرض الصحيح و الأمر الحق و هو الدين و العبادة أي ليعبدوه فيستحقوا به الثواب عن ابن عباس و الجبائي «إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَ يَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ» أي إن يشأ يهلككم و يفنكم و يخلق قوما آخرين مكانكم لأن من قدر على بناء الشي‌ء كان على هدمه أقدر إذ لم يخرج عن كونه قادرا} «وَ مََا ذََلِكَ عَلَى اَللََّهِ بِعَزِيزٍ» أي و ما إهلاككم و الإتيان بخلق جديد بممتنع و لا متعذر على الله تعالى‌} «وَ بَرَزُوا لِلََّهِ جَمِيعاً» أخبر سبحانه أن الخلق يبرزون يوم القيامة لله أي يظهرون من قبورهم و يخرجون منها لحكم الله فاللفظ للماضي و المراد به الاستقبال للتحقيق و صحة الوقوع و قيل معناه سيبرزون لله جميعا القادة و الاتباع عن ابن عباس و هو يتصل بقوله «وَ لاََ يَكََادُ يُسِيغُهُ» . لما تقدم ذلك الوعيد بين صفة ذلك اليوم و ما يجري بين الأتباع و المتبوعين من المجادلة و قال «فَقََالَ اَلضُّعَفََاءُ لِلَّذِينَ اِسْتَكْبَرُوا» أي تكبروا عن الإيمان فلم يؤمنوا و هم القادة في الدنيا الذين هم الأكابر و الرؤساء و القادة في الدين الذين هم علماء السوء «إِنََّا كُنََّا لَكُمْ تَبَعاً» في الكفر على وجه التقليد «فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنََّا مِنْ عَذََابِ اَللََّهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ» أي هل أنتم دافعون عنا شيئا من عذاب الله الذي قد نزل بنا إن لم تقدروا على دفع الكل و من للتبعيض «قََالُوا لَوْ هَدََانَا اَللََّهُ لَهَدَيْنََاكُمْ» أي قال المتبوعون للأتباع لو هدانا الله إلى طريق الخلاص من العقاب و الوصول إلى النعيم و الثواب لهديناكم إلى ذلك و المعنى لو خلصنا لخلصناكم أيضا لكن لا مطمع فيه لنا و لكم عن الجبائي و أبي مسلم و قيل معناه‌ لو هدانا الله إلى الرجعة إلى الدنيا فنصلح ما أفسدناه لهديناكم و قيل لو هدانا الله بإجابتنا إلى الطلب لهديناكم بالمسألة له سبحانه ذكر هذين الوجهين القاضي عبد الجبار في تفسيره «سَوََاءٌ عَلَيْنََا أَ جَزِعْنََا أَمْ صَبَرْنََا مََا لَنََا مِنْ مَحِيصٍ» يعني أن الصبر و الجزع سيان مثلان ليس لنا محيص و لا مهرب من عذاب الله أي انقطعت حيلتنا و يئسنا من النجاة. حث الله سبحانه في هذه الآية على النظر و حذر من التقليد و إلى هذا أشار أمير المؤمنين علي (ع) في قوله للحارث الهمداني يا حار الحق لا يعرف‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست