responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 455

(1) -

اللغة

الأنهار جمع نهر و نهر كفرد و أفراد و جمل و أجمال و النهر المجرى الواسع من مجاري الماء على وجه الأرض و أصله الاتساع و منه النهار لاتساع الضياء فيه و أنهرت الدماء وسعت مجراها و قال:

"ملكت بها كفي فأنهرت فتقها"

أي وسعته و الأكل بضم الهمزة المأكول و الأحزاب جمع الحزب و هم الجماعة التي تقوم بالنائبة يقال تحزب القوم إذا صاروا حزبا و حزبهم الأمر يحزبهم أي نالهم بمكروه .

الإعراب‌

«مَثَلُ اَلْجَنَّةِ اَلَّتِي» فيه أقوال (أحدها) أنه بمعنى الشبه و خبره محذوف و تقديره مثل الجنة التي هي كذا أجل مثل (و الثاني) أن تقديره فيما نقص عليكم مثل الجنة أو مثل الجنة فيما نقص عليكم فهو مرفوع أيضا على الابتداء و خبره محذوف و هو قول سيبويه و اختاره أبو علي الفارسي (و الثالث) إن معناه صفة الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار فتجري من تحتها الأنهار مع ما بعده خبر المبتدأ الذي هو مثل الجنة قالوا و قوله سبحانه‌ «وَ لِلََّهِ اَلْمَثَلُ اَلْأَعْلى‌ََ» معناه الصفة العليا و لم يرتض أبو علي هذا القول.

المعنى‌

لما تقدم ذكر ما أعد الله للكافرين عقبه سبحانه بذكر ما أعده للمؤمنين فقال «مَثَلُ اَلْجَنَّةِ اَلَّتِي وُعِدَ اَلْمُتَّقُونَ» أي شبهها عن مقاتل و قيل صفتها و صورتها عن الحسن قال ابن قتيبة المثل الشبه في أصل اللغة ثم قد يصير بمعنى صورة الشي‌ء و صفته يقال مثلت لك كذا أي صورته و وصفته و قيل إن مثل مقحم و التقدير الجنة التي وعد المتقون «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهََارُ أُكُلُهََا دََائِمٌ» يعني أن ثمارها لا تنقطع كثمار الدنيا و ظلها لا يزول و لا تنسخه الشمس عن الحسن و قيل معناه نعيمها لا ينقطع بموت و لا آفة عن ابن عباس و قيل لذتها في الأفواه باقية عن إبراهيم التيمي «وَ ظِلُّهََا» أيضا دائم لا يكون مرة شمسا و مرة ظلا كما يكون في الدنيا «تِلْكَ عُقْبَى اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا» أي تلك الجنة عاقبة المتقين فالطريق إليها التقوى «وَ عُقْبَى اَلْكََافِرِينَ اَلنََّارُ» أي و عاقبة أمر الكفار النار و لما تقدم ذكر الوعد و الوعيد أخبر سبحانه عن المتقين و الكافرين فقال‌} «وَ اَلَّذِينَ آتَيْنََاهُمُ اَلْكِتََابَ يَفْرَحُونَ بِمََا أُنْزِلَ إِلَيْكَ» يريد أصحاب النبي ص الذين آمنوا به و صدقوه أعطوا القرآن و فرحوا بإنزاله «وَ مِنَ اَلْأَحْزََابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ» يعني اليهود و النصارى و المجوس أنكروا بعض معانيه و ما يخالف أحكامهم عن الحسن و قتادة و مجاهد و قيل الذين آتيناهم الكتاب هم الذين آمنوا من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام و أصحابه فرحوا بالقرآن لأنهم يصدقون به و الأحزاب بقية أهل الكتاب و سائر المشركين عن ابن عباس قال لأن عبد الله بن سلام

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 455
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست