responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 96

(1) - كفرهم أشد لأنهم أقسى و أجفى من أهل المدن و هم أيضا أبعد من سماع التنزيل و إنذار الرسل عن الزجاج و معناه أن سكان البوادي إذا كانوا كفارا أو منافقين فهم أشد كفرا من أهل الحضر لبعدهم عن مواضع العلم و استماع الحجج و مشاهدة المعجزات و بركات الوحي «وَ أَجْدَرُ أَلاََّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مََا أَنْزَلَ اَللََّهُ عَلى‌ََ رَسُولِهِ» أي و هم أحرى و أولى بأن لا يعلموا حدود الله في الفرائض و السنن و الحلال و الحرام «وَ اَللََّهُ عَلِيمٌ» بأحوالهم «حَكِيمٌ» فيما يحكم به عليهم‌} «وَ مِنَ اَلْأَعْرََابِ مَنْ يَتَّخِذُ مََا يُنْفِقُ مَغْرَماً» أي و من منافقي الأعراب من يعد ما ينفق في الجهاد و في سبيل الخير مغرما لحقه لأنه لا يرجو به ثوابا «وَ يَتَرَبَّصُ بِكُمُ اَلدَّوََائِرَ» أي و ينتظر بكم الدوائر أي صروف الزمان و حوادث الأيام و العواقب المذمومة قال الزجاج و الفراء كانوا يتربصون بهم الموت أو القتل فكانوا ينتظرون موت النبي ص ليرجعوا إلى دين المشركين و أكثر ما يستعمل الدائرة في زوال النعمة إلى الشدة و العافية إلى البلاء و يقولون كانت الدائرة عليهم و كانت الدائرة لهم ثم رد سبحانه ذلك عليهم فقال «عَلَيْهِمْ دََائِرَةُ اَلسَّوْءِ» أي على هؤلاء المنافقين دائرة البلاء يعني أن ما ينتظرون بكم هؤلاء حق بهم و هم المغلبون أبدا «وَ اَللََّهُ سَمِيعٌ» لمقالاتهم «عَلِيمٌ» بنياتهم لا يخفى عليه شي‌ء من حالاتهم بين سبحانه من الأعراب المؤمنين فقال‌} «وَ مِنَ اَلْأَعْرََابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللََّهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ» و منهم من يرجع إلى سلامة الاعتقاد في التصديق بالله و بالقيامة و الجنة و النار «وَ يَتَّخِذُ مََا يُنْفِقُ قُرُبََاتٍ عِنْدَ اَللََّهِ» أي و يريد بنفقته في الجهاد و غير ذلك من أعمال البر قربات جمع قربة و هي الطاعة أي طاعات عند الله و تعظيم أمره و رعاية حقه و قيل معناه يتقرب إلى الله بإنفاقه و يطلب بذلك ثوابه و رضاه «وَ صَلَوََاتِ اَلرَّسُولِ » أي دعاؤه بالخير و البركة عن قتادة و قيل استغفاره عن ابن عباس و الحسن و معناه أنه يرغب في دعاء النبي ص «أَلاََ إِنَّهََا قُرْبَةٌ لَهُمْ» معناه ألا أن صلوات الرسول قربة لهم تقربهم إلى ثواب الله و يجوز أن يكون المعنى إن نفقتهم قربة لهم إلى الله «سَيُدْخِلُهُمُ اَللََّهُ فِي رَحْمَتِهِ» هذا وعد منه سبحانه بأن يرحمهم و يدخلهم الجنة و فيه مبالغة بأن الرحمة غمرتهم و وسعتهم «إِنَّ اَللََّهَ غَفُورٌ» لذنوبهم «رَحِيمٌ» بأهل طاعته و هما من ألفاظ المبالغة في الوصف بالمغفرة و الرحمة.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست