responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 93

93

(1) - المنافقين و كانوا ثمانين رجلا و لما قدم النبي ص المدينة راجعا من تبوك قال لا تجالسوهم و لا تكلموهم‌ عن ابن عباس و قيل نزلت في عبد الله بن أبي حلف للنبي ص أن لا يتخلف عنه بعدها و طلب إلى النبي ص أن يرضى عنه عن مقاتل .

ـ

المعنى‌

ثم أخبر الله سبحانه عن هؤلاء القوم الذين تأخروا عن الخروج مع النبي ص فقال «يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ» من تأخرهم عنكم بالأباطيل و الكذب «إِذََا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ» أي إذا انصرفتم إلى المدينة من غزوة تبوك «قُلْ» يا محمد «لاََ تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ» أي لسنا نصدقكم على ما تقولون «قَدْ نَبَّأَنَا اَللََّهُ مِنْ أَخْبََارِكُمْ» أي قد أخبرنا الله و أعلمنا من أخباركم و حقيقة أمركم ما علمنا به كذبكم و قيل إنه أراد به قوله سبحانه‌ «لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مََا زََادُوكُمْ إِلاََّ خَبََالاً» الآية «وَ سَيَرَى اَللََّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ» أي سيعلم الله فيما بعد و رسوله عملكم هل تتوبون من نفاقكم أم تقيمون عليه و قيل معناه سيعلم الله أعمالكم و عزائمكم في المستقبل و يظهر ذلك لرسوله فيعلمه الرسول بإعلامه إياه فيصير كالشي‌ء المرئي لأن أظهر ما يكون الشي‌ء أن يكون مرئيا كما علم ذلك في الماضي فأعلم به الرسول «ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى‌ََ عََالِمِ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهََادَةِ» أي ترجعون بعد الموت إلى الله سبحانه الذي يعلم ما غاب و ما حضر و ما يخفى عليه السر و العلانية «فَيُنَبِّئُكُمْ بِمََا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» أي يخبركم بأعمالكم كلها حسنها و قبيحها فيجازيكم عليها أجمع‌} «سَيَحْلِفُونَ بِاللََّهِ لَكُمْ» أي سيقسم هؤلاء المنافقون و المتخلفون فيما يعتذرون به إليكم أيها المؤمنون «إِذَا اِنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ» إنهم إنما تخلفوا لعذر «لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ» أي لتصفحوا عن جرمهم و لا توبخوهم و لا تعنفوهم ثم أمر الله سبحانه نبيه ص و المؤمنين فقال «فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ» أي إعراض رد و إنكار و تكذيب و مقت ثم بين عن سبب الإعراض فقال «إِنَّهُمْ رِجْسٌ» أي نجس و معناه أنهم كالشي‌ء المنتن الذي يجب الاجتناب عنه فاجتنبوهم كما تجتنب الأنجاس «وَ مَأْوََاهُمْ جَهَنَّمُ» أي مصيرهم و مآلهم و مستقرهم جهنم «جَزََاءً بِمََا كََانُوا يَكْسِبُونَ» أي مكافاة على ما كانوا يكسبونه من المعاصي «يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ» أي طلبا لمرضاتكم عنهم أيها المؤمنون «فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ» لجهلكم بحالهم «فَإِنَّ اَللََّهَ لاََ يَرْضى‌ََ عَنِ اَلْقَوْمِ اَلْفََاسِقِينَ» الخارجين من طاعته إلى معصيته لعلمه بحالهم و معناه أنه لا ينفعهم رضاكم عنهم مع سخط الله عليهم و ارتفاع رضاه عنهم و إنما قال سبحانه ذلك لئلا يتوهم أنه إذا رضي المؤمنون فقد رضي الله و المراد بذلك أنه إذا كان الله لا يرضى عنهم فينبغي لكم أيضا أن لا ترضوا عنهم و في هذا دلالة على أن من طلب بفعله رضا الناس و لم يطلب رضا الله سبحانه فإن الله يسخط الناس عليه كما جاء في‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست