responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 84

(1) - «اَلْمُطَّوِّعِينَ» المتطوعين بالصدقة «مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ» و يطعنون عليهم «فِي اَلصَّدَقََاتِ وَ اَلَّذِينَ لاََ يَجِدُونَ إِلاََّ جُهْدَهُمْ» أي و يعيبون الذين لا يجدون إلا طاقتهم فيتصدقون بالقليل قيل أتاه عبد الرحمن بن عوف بصرة من دراهم تملأ الكف و أتاه عقبة بن زيد الحارثي بصاع من تمر و قال يا رسول الله عملت في النخل بصاعين فصاعا تركته لأهلي و صاعا أقرضته ربي و جاء زيد بن أسلم بصدقة فقال معتب بن قشير و عبد الله بن نبتل‌ إن عبد الرحمن رجل يحب الرياء و يبتغي الذكر بذلك و إن الله غني عن الصاع من التمر فعابوا المكثر بالرياء و المقل بالإقلال «فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ» أي فيستهزءون منهم «سَخِرَ اَللََّهُ مِنْهُمْ» أي جازاهم جزاء سخريتهم حيث صاروا إلى النار «وَ لَهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ» أي موجع مؤلم و روي عن النبي ص أنه سئل فقيل يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال جهد المقل‌ «اِسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاََ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ» صيغته صيغة الأمر و المراد به المبالغة في الإياس من المغفرة بأنه لو طلبها طلب المأمور بها أو تركها ترك المنهي عنها لكان ذلك سواء في أن الله تعالى لا يفعلها كما قال سبحانه في موضع آخر سَوََاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اَللََّهُ لَهُمْ «إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اَللََّهُ لَهُمْ» الوجه في تعليق الاستغفار بسبعين مرة المبالغة لا العدد المخصوص و يجري ذلك مجرى قول القائل"لو قلت لي ألف مرة ما قبلت"و المراد إني لا أقبل منك فكذلك الآية و المراد بذلك فيها نفي الغفران جملة و قيل إن العرب تبالغ بالسبعة و السبعين‌ و لهذا قيل للأسد السبع لأنهم تأولوا فيه لقوته أنها ضوعفت له سبع مرات و أما ما ورد أن النبي ص قال و الله لأزيدن عن السبعين‌ فإنه خبر واحد لا يعول عليه و لا يتضمن أن النبي ص يستغفر للكفار و ذلك غير جائز بالإجماع و قد روي‌ أنه قال لو علمت أنه لو زدت على السبعين مرة غفر لهم لفعلت‌ و يحتمل أن يكون النبي ص يرجو أن يكون لهم لطف يصلحون به فعزم على الاستغفار لهم فلما بين الله عز اسمه أنه ليس لهم لطف ترك ذلك و يحتمل أن يكون قد استغفر لهم قبل أن يعلم بكفرهم و نفاقهم و يحتمل أن يكون قد استغفر لهم قبل أن يخبر بأن الكافر لا يغفر له أو قبل أن يمنع منه و يجوز أن يكون استغفاره لهم واقعا بشرط التوبة من الكفر فمنعه الله منه و أخبره بأنهم لا يؤمنون أبدا فلا فائدة في الاستغفار لهم و الله أعلم بحقيقة الأمر «ذََلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللََّهِ وَ رَسُولِهِ» معناه أن حرمان المغفرة لهم بكفرهم بالله و رسوله «وَ اَللََّهُ لاََ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلْفََاسِقِينَ» مر معناه.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست