responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 82

82

(1) - عليه المدينة فتنحى عنها فنزل واديا من أوديتها ثم كثرت نموا حتى تباعد عن المدينة فاشتغل بذلك عن الجمعة و الجماعة و بعث رسول الله ص إليه المصدق ليأخذ الصدقة فأبى و بخل و قال ما هذه إلا أخت الجزية فقال رسول الله ص يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة و أنزل الله الآيات عن أبي أمامة الباهلي و روي ذلك مرفوعاو قيل إن ثعلبة أتى مجلسا من الأنصار فأشهدهم فقال لئن أتاني الله من فضله تصدقت منه و آتيت كل ذي حق حقه و وصلت منه القرابة فابتلاه الله فمات ابن عم له فورثه مالا و لم يف بما قال فنزلت عن ابن عباس و سعيد بن جبير و قتادة و قيل نزلت في ثعلبة بن حاطب و معتب بن قشير و هما من بني عمرو بن عوف قالا لئن رزقنا الله مالا لنصدقن فلما رزقهما الله المال بخلا به عن الحسن و مجاهد و قيل نزلت في رجال من المنافقين نبتل بن الحارث و جد بن قيس و ثعلبة بن حاطب و معتب بن قشير عن الضحاك و قيل نزلت في حاطب بن أبي بلتعة كان له مال بالشام فأبطأ عليه و جهد لذلك جهدا شديدا فحلف لئن آتاه الله ذلك المال ليصدقن فأتاه الله تعالى ذلك فلم يفعل عن الكلبي .

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عنهم فقال «وَ مِنْهُمْ» أي من جملة المنافقين الذين تقدم ذكرهم «مَنْ عََاهَدَ اَللََّهَ لَئِنْ آتََانََا مِنْ فَضْلِهِ» أي لئن أعطانا من رزقه «لَنَصَّدَّقَنَّ» أي لنتصدقن على الفقراء «وَ لَنَكُونَنَّ مِنَ اَلصََّالِحِينَ» بإنفاقه في طاعة الله و صلة الرحم و مؤاساة أهل الحاجة} «فَلَمََّا آتََاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ» أي أعطاهم ما اقترحوه‌ و رزقهم ما تمنوه من الأموال «بَخِلُوا بِهِ» أي شحت نفوسهم عن الوفاء بالعهد و منعوا حق الله منه «وَ تَوَلَّوْا» عن فعل ما أمرهم الله به «وَ هُمْ مُعْرِضُونَ» عن دين الله تعالى‌} «فَأَعْقَبَهُمْ نِفََاقاً فِي قُلُوبِهِمْ» أي فأورثهم بخلهم بما أوجبوا الله تعالى على أنفسهم النفاق في قلوبهم و أداهم إلى ذلك عن الحسن كأنهم حصلوا على النفاق بسبب البخل و هذا كمن يقول لابنه أعقبك صحبة فلان ترك التعلم و قيل معناه أعقبهم الله بذلك حرمان التوبة كما حرم إبليس عن مجاهد و أراد بذلك أنه دلنا على أنه لا يتوب كما دلنا من حال إبليس على أنه لا يتوب لأنه سلب عنه قدرة التوبة «إِلى‌ََ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ» أي يلقون جزاء البخل فذكر البخل و أراد به جزاءه كقوله سبحانه‌ «أَعْمََالُهُمْ كَرَمََادٍ اِشْتَدَّتْ بِهِ اَلرِّيحُ» و على القول الثاني فمعناه إلى يوم يلقون الله أي اليوم الذي لا يملك فيه النفع و الضر إلا الله تعالى و هذا إخبار من الله تعالى عن هؤلاء المنافقين أنهم يموتون على النفاق و كان ذلك معجزة للنبي ص لأنه خرج مخبره على وفق خبره «بِمََا أَخْلَفُوا اَللََّهَ مََا وَعَدُوهُ وَ بِمََا كََانُوا يَكْذِبُونَ» بين سبحانه أن هذا إنما أصابهم بفعلهم السيئ و هو إخلافهم الوعد و كذبهم‌} «أَ لَمْ يَعْلَمُوا» أي أ لم يعلم هؤلاء المنافقون «أَنَّ اَللََّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ» أي ما يخفون في أنفسهم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست