responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 69

(1) - فحلفوا أن عامرا كذاب فنزلت الآية عن قتادة و السدي .

المعنى‌

ثم رجع سبحانه إلى ذكر المنافقين فقال «وَ مِنْهُمُ» أي و من هؤلاء المنافقين «اَلَّذِينَ يُؤْذُونَ اَلنَّبِيَّ » و الأذى قد يكون بالفعل و قد يكون بالقول و هو هنا بالقول «وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ» معناه أنه يستمع إلى ما يقال له و يصغي إليه و يقبله «قُلْ» يا محمد «أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ» أي هو أذن خير يستمع إلى ما هو خير لكم و هو الوحي و قيل معناه‌ هو يسمع الخير و يعمل به و من قرأ أذن خير لكم فمعناه قل كونه أذنا أصلح لكم لأنه يقبل عذركم و يستمع إليكم و لو لم يقبل عذركم لكان شرا لكم فكيف تعيبونه بما هو خير لكم و أصلح «يُؤْمِنُ بِاللََّهِ وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ» معناه أنه لا يضره كونه آذنا فإنه أذن خير فلا يقبل إلا الخبر الصادق من الله و يصدق المؤمنين أيضا فيما يخبرونه و يقبل منهم دون المنافقين عن ابن عباس فإيمانه للمؤمنين تصديقه لهم على هذا القول و قيل يؤمن للمؤمنين أي يؤمنهم فيما يلقى إليهم من الأمان و لا يؤمن للمنافقين بل يكونون على خوف و إن حلفوا «وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ» أي و هو رحمة لهم لأنهم إنما نالوا الإيمان بهدايته و دعائه إياهم «وَ اَلَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اَللََّهِ لَهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ» في الآخرة} «يَحْلِفُونَ بِاللََّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ» أخبر سبحانه أن هؤلاء المنافقين يقسمون بالله أن الذي بلغكم عنهم باطل اعتذارا إليكم و طلبا لمرضاتكم «وَ اَللََّهُ وَ رَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ» أي و الله و رسوله أحق و أولى بأن‌يطلبوا مرضاتهما «إِنْ كََانُوا مُؤْمِنِينَ» مصدقين بالله مقرين بنبوة نبيه محمد ص و تقديره و الله أحق أن يرضوه و رسوله أحق أن يرضوه فحذف للتخفيف و لدلالة الكلام عليه كما قال الشاعر:

نحن بما عندنا و أنت بما # عندك راض و الرأي مختلف‌

و المعنى نحن بما عندنا راضون و أنت بما عندك راض ثم قال سبحانه على وجه التقريع و التوبيخ لهؤلاء المنافقين‌} «أَ لَمْ يَعْلَمُوا» أي و ما يعلموا «أَنَّهُ مَنْ يُحََادِدِ اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ» أي من تجاوز حدود الله التي أمر المكلفين ألا يتجاوزوها و إنما قال أ لم يعلما لمن لا يعلم على وجه الاستبطاء لهم و التخلف عن عمله أي هلا علموا بعد أن مكنوا من عمله و قيل هو أمر بالعلم أي يجب أن يعلموا بهذا الخبر و بالدلائل و قيل معناه أ لم يخبرهم النبي ص بذلك عن الجبائي «فَأَنَّ لَهُ نََارَ جَهَنَّمَ خََالِداً فِيهََا» أي دائما «ذََلِكَ اَلْخِزْيُ» أي الهوان و الذل «اَلْعَظِيمُ» .

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست