responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 60

60

(1) - يَأْتُونَ اَلصَّلاََةَ إِلاََّ وَ هُمْ كُسََالى‌ََ» أي متثاقلين و المعنى لم يؤدوها على الوجه الذي أمروا أن يؤدوها على ذلك الوجه «وَ لاََ يُنْفِقُونَ إِلاََّ وَ هُمْ كََارِهُونَ» لذلك لأنهم إنما يصلون و ينفقون للرياء و التستر بالإسلام لا لابتغاء مرضاة الله تعالى و في هذا دلالة على أن الكفار مخاطبون بالشرائع لأنه سبحانه ذمهم على ترك الصلاة و الزكاة و لو لا وجوبهما عليهم لم يذموا بتركهما «فَلاََ تُعْجِبْكَ أَمْوََالُهُمْ وَ لاََ أَوْلاََدُهُمْ» الخطاب للنبي ص و المراد جميع المؤمنين و قيل يريد لا تعجبك أيها السامع أي لا يأخذ بقلبك ما تراه من كثرة أموال هؤلاء المنافقين و كثرة أولادهم و لا تنظر إليهم بعين الإعجاب «إِنَّمََا يُرِيدُ اَللََّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهََا فِي اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا» قد ذكر في معناه وجوه (أحدها) أن فيه تقديما و تأخيرا أي لا يسرك أموالهم و أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة عن ابن عباس و قتادة فيكون الظرف على هذا متعلقا بأموالهم و أولادهم‌و مثله قوله تعالى‌ «فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مََا ذََا يَرْجِعُونَ» و التقدير فألقه إليهم فانظر ما ذا يرجعون ثم تول عنهم (و ثانيها) إن معناه إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا بالتشديد عليهم في التكليف و أمرهم بالإنفاق في الزكاة و الغزو فيؤدونها على كره منهم و مشقة إذ لا يرجون به ثوابا في الآخرة فيكون ذلك عذابا لهم عن الحسن و البلخي (و ثالثها) إن معناه إنما يريد الله ليعذبهم بحفظها و المصائب فيها مع حرمان المنفعة بها عن ابن زيد (و رابعها) إن معناه إنما يريد الله ليعذبهم بها في الدنيا أي بسبي الأولاد و غنيمة الأموال عند تمكن المؤمنين من أخذها و غنمها فيتحسرون عليها فيكون ذلك جزاء على كفرهم عن الجبائي (و خامسها) إن المراد يعذبهم بجمعها و حفظها و حبها و البخل بها و الحزن عليها و كل هذا عذاب و كذلك خروجهم عنها بالموت لأنهم يفارقونها و لا يدرون إلى ما ذا يصيرون و اللام في قوله «لِيُعَذِّبَهُمْ» يحتمل أن يكون بمعنى أن و يحتمل أن يكون لام العاقبة و التقدير إنما يريد الله أن يملي لهم فيها ليعذبهم «وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ» أي تهلك و تذهب بالموت «وَ هُمْ كََافِرُونَ» جملة في موضع الحال أي حال كونهم كافرين و الإرادة تعلقت بزهوق أنفسهم لا بالكفر و هذا كما تقول أريد أن أضربه و هو عاص فالإرادة تعلقت بالضرب لا بالعصيان.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست