responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 51

(1) - حالة كنتم لأن أحوال الإنسان لا تخلو من أحد هذه الأشياء «وَ جََاهِدُوا بِأَمْوََالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اَللََّهِ» و هذا يدل على أن الجهاد بالنفس و المال واجب على من استطاع بهما و من لم يستطع على الوجهين فعليه أن يجاهد بما استطاع «ذََلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ» معناه أن الخروج و الجهاد بالنفس و المال خير لكم من التثاقل و ترك الجهاد إلى مباح «إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» إن الله عز اسمه صادق في وعده و وعيده و قيل معناه إن كنتم تعلمون الخير في الجملة فاعلموا أن هذا خير قال السدي لما نزلت هذه الآية اشتد شأنها على الناس فنسخها الله تعالى بقوله «لَيْسَ عَلَى اَلضُّعَفََاءِ وَ لاََ عَلَى اَلْمَرْضى‌ََ» الآية} «لَوْ كََانَ عَرَضاً قَرِيباً» معناه لو كان ما دعوتهم إليه غنيمة حاضرة «وَ سَفَراً قََاصِداً» أي قريبا هينا و قيل قاصدا أي ذا قصد نحو تأمر و لابن عن المبرد و قيل سهلا متوسطا غير شاق «لاَتَّبَعُوكَ» طمعا في المال «وَ لََكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ اَلشُّقَّةُ» أي المسافة يعني غزوة تبوك أمروا فيها بالخروج إلى الشام «وَ سَيَحْلِفُونَ بِاللََّهِ لَوِ اِسْتَطَعْنََا لَخَرَجْنََا مَعَكُمْ» معناه إن هؤلاء سيعتذرون إليك في قعودهم عن الجهاد و يحلفون لو استطعنا و قدرنا و تمكنا من الخروج لخرجنا معكم ثم أخبر سبحانه أنهم «يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ» بما أسروه من الشرك و قيل باليمين الكاذبة و العذر الباطل لما يستحقون عليها من العقاب «وَ اَللََّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكََاذِبُونَ» في هذا الاعتذار و الحلف و في هذه دلالة على صحة نبوة نبينا ص إذ أخبر أنهم سيحلفون قبل وقوعه فحلفوا و كان مخبره على ما أخبر به و فيه أيضا دلالة واضحة على أن القدرة قبل الفعل لأن هؤلاء لا يخلو إما أن يكونوا مستطيعين من الخروج قادرين عليه و لم يخرجوا أو لم يكونوا قادرين عليه و إنما حلفوا لو أنهم قدروا في المستقبل لخرجوا فإن كان الأول فقد ثبت أن القدرة قبل الفعل و إن كان الثاني فقد كذبهم الله تعالى في ذلك و بين أنه لو فعل لهم الاستطاعة لما خرجوا و في ذلك أيضا وجوب تقدم القدرة على المقدور فإن حملوا الاستطاعة على وجود الآلة و عدة السفر فقد تركوا الظاهر من غير ضرورة فإن حقيقة الاستطاعة القدرة على أنه لو كان عدم الآلة و العدة عذرا في التأخر فعدم القدرة أصلا أحرى و أولى أن يكون عذرا فيه ثم خاطب النبي ص بما فيه بعض العتاب في إذنه لمن استأذنه في التأخر عن الخروج معه إلى تبوك فقال‌} «عَفَا اَللََّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ» في التخلف عنك قال قتادة و عمرو بن ميمون اثنان فعلهما النبي ص لم يؤمر بهما إذنه للمنافقين و أخذه الفداء من الأسارى فعاتبه الله كما تسمعون و هذا من لطيف المعاتبة بدأه بالعفو قبل‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست