نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 5 صفحه : 5
(1) -
اللغة
معنى البراءة انقطاع العصمة يقال برأ يبرأ براءة و تبرء تبرءا و أبرأه إبراء و السيح السير على مهل يقال ساح سيح سيحا و سياحة و سيوحا و سيحانا و الإعجاز إيجاد العجز و العجز ضد القدرة عند من أثبته معنى و الإخزاء الإذلال بما فيه الفضيحة و العار و الخزي النكال الفاضح .
الإعراب
براءة ترتفع على أنها خبر مبتدإ محذوف و تقديره هذه الآيات براءة و يحتمل أن يكون مبتدأ و خبره في الظرف و هو قوله «إِلَى اَلَّذِينَ» و جاز أن يكون المبتدأ نكرة لأنها موصوفة و الأول أجود لأنه يدل على حضور المدرك كما تقول لمن تراه حاضرا حسن و الله أي هذا حسن.
المعنى
«بَرََاءَةٌ مِنَ اَللََّهِ» أي هذه براءة من الله «وَ رَسُولِهِ» أي انقطاع للعصمة و رفع للأمان و خروج من العهود «إِلَى اَلَّذِينَ عََاهَدْتُمْ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ» الخطاب للنبي ص و للمسلمين و المعنى تبرؤا ممن كان بينكم و بينهم عهد من المشركين فإن الله و رسوله بريئان منهم قال الزجاج معناه قد برىء الله و رسوله من إعطائهم العهود و الوفاء لهم بهما إذ نكثوا و إذا قيل كيف يجوز أن ينقض النبي ص العهد فالقول فيه أنه يجوز أن ينقض ذلك على أحد ثلاثة أوجه إما أن يكون العهد مشروطا بأن يبقى إلى أن يرفعه الله تعالى بوحي و إما أن يكون قد ظهر من المشركين خيانة و نقض فأمر الله سبحانه بأن ينبذ إليهم عهدهم و إما أن يكون مؤجلا إلى مدة فتنقضي المدة و ينتقض العهد و قد وردت الرواية بأن النبي ص شرط عليهم ما ذكرناه و روي أيضا أن المشركين كانوا قد نقضوا العهد أو هموا بذلك فأمره الله سبحانه أن ينقض عهودهم ثم خاطب الله سبحانه المشركين فقال} «فَسِيحُوا فِي اَلْأَرْضِ» أي سيروا في الأرض على وجه المهل و تصرفوا في حوائجكم آمنين من السيف «أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ» فإذا انقضت هذه المدة و لم تسلموا انقطعت العصمة عن دمائكم و أموالكم «وَ اِعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اَللََّهِ» أي غير فائتين عن الله كما يفوت ما يعجز عنه لأنكم حيث كنتم في سلطان الله و ملكه «وَ أَنَّ اَللََّهَ مُخْزِي اَلْكََافِرِينَ» أي مذلهم و مهينهمو اختلف في هذه الأشهر الأربعة فقيل كان ابتداؤها يوم النحر إلى العاشر من شهر ربيع الآخر عن مجاهد و محمد بن كعب القرظي و هو المروي عن أبي عبد الله (ع) و قيل إنما ابتداء أجلهم الأشهر الأربعة من أول شوال إلى آخر المحرم لأن هذه الآية نزلت في شوال عن ابن عباس و الزهري قال الفراء كانت المدة إلى آخر المحرم لأنه كان فيهم
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 5 صفحه : 5