responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 47

(1) - التي لها أثمان متاع تشبيها به و الاستبدال جعل أحد الشيئين بدل الآخر مع الطلب له .

الإعراب‌

«اِثََّاقَلْتُمْ» افاعلتم و أصله تفاعلتم أدغمت التاء في الثاء لمناسبتها لها ثم أدخلت ألف الوصل ليمكن الابتداء بها و مثله‌ اِدََّارَكُوا و أتابع في قول الشاعر:

تولي الضجيع إذا ما أشتاقها خصرا # عذب المذاق إذا ما أتابع القبل‌

النزول‌

قالوا لما رجع رسول الله ص من الطائف أمر بالجهاد لغزوة الروم و ذلك في زمان إدراك الثمار فأحبوا المقام في المسكن و المال و شق عليهم الخروج إلى القتال و كان (ع) قلما خرج في غزوة إلا كنى عنها و وري بغيرها إلا غزوة تبوك لبعد شقتها و كثرة العدو ليتأهب الناس فأخبرهم بالذي يريد فلما علم الله سبحانه تثاقل الناس أنزل الآية.

المعنى‌

ثم عاتب سبحانه المؤمنين في التثاقل عن الجهاد فقال «يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا مََا لَكُمْ إِذََا قِيلَ لَكُمُ» أي إذا دعاكم رسول الله ص و قال لكم‌ «اِنْفِرُوا فِي سَبِيلِ اَللََّهِ» أي أخرجوا إلى مجاهدة المشركين و هو هاهنا غزوة تبوك عن الحسن و مجاهد «اِثََّاقَلْتُمْ إِلَى اَلْأَرْضِ» أي تثاقلتم و ملتم إلى الإقامة في الأرض التي أنتم عليها قال الجبائي هذا الاستبطاء مخصوص بنفر من المؤمنين لأن جميعهم لم يتثاقلوا عن الجهاد فهو عموم أريد به الخصوص بدليل «أَ رَضِيتُمْ بِالْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا مِنَ اَلْآخِرَةِ» هذا استفهام يراد به الإنكار و معناه آثرتم الحياة الدنيا الفانية على الحياة في الآخرة الباقية في النعيم الدائم «فَمََا مَتََاعُ اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا فِي اَلْآخِرَةِ إِلاََّ قَلِيلٌ» أي فما فوائد الدنيا و مقاصدها في فوائد الآخرة و مقاصدها إلا قليل لانقطاع هذه و دوام تلك ثم عقبه سبحانه بالتهديد و الوعيد فقال‌} «إِلاََّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ الله عَذََاباً أَلِيماً» و معناه لا تخرجوا إلى القتال الذي دعاكم إليه الرسول و تقعدوا عنه يعذبكم الله عذابا أليما مؤلما في الآخرة و قيل في الدنيا «وَ يَسْتَبْدِلْ» بكم «قَوْماً غَيْرَكُمْ» لا يتخلفون عن الجهاد و قيل هم أبناء فارس عن سعيد بن جبير و قيل هم أهل اليمن عن أبي روق و قيل هم الذين أسلموا بعد نزول هذه الآية عن الجبائي «وَ لاََ تَضُرُّوهُ شَيْئاً» أي و لا تضروا الله بهذا القعود شيئا لأنه غني لنفسه لا يحتاج إلى شي‌ء عن الحسن و أبي علي و قيل معناه و لا تضروا الرسول شيئا لأن الله عصمه من جميع الناس و ينصره بالملائكة أو بقوم‌ آخرين من المؤمنين «وَ اَللََّهُ عَلى‌ََ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ» فهو القادر على الاستبدال بكم و على غير ذلك من الأشياء قال الزجاج و هذا وعيد شديد في التخلف عن الجهاد.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست