responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 42

(1) -

الحجة

الوجه في ذلك أن الاسمين لما جعلا كالاسم الواحد و بني الأول منهما لأنه كصدر الاسم و الثاني منهما لتضمنه معنى واو العطف جعل تسكين أول الثاني دليلا على أنهما قد صارا كالاسم الواحد.

اللغة و الإعراب‌

كافة بمعنى الإحاطة مأخوذ من كافة الشي‌ء و هي حرفة و إذا انتهى الشي‌ء إلى ذلك كف عن الزيادة و أصل الكف المنع و منه المكفوف و هو الممنوع البصر و كافة نصب على المصدر و لا يدخل عليها الألف و اللام لأنه من المصادر التي لا تتصرف لوقوعه موقع معا و جميعا بمعنى المصدر الذي في موضع الحال المؤكدة فهو في لزوم النكرة نظير أجمعين في لزوم المعرفة هذا قول الفراء و قال الزجاج كافة تنصب على الحال و هو مصدر على فاعله كالعافية و العاقبة و هو في موضع قاتلوا المشركين محيطين بهم باعتقاد مقاتلهم و لا يثنى و لا يجمع فلا يقال قاتلوهم كافات و لا كافين كما أنك إذا قلت قاتلوهم عامة لم تثن و لم تجمع و كذلك خاصة هذا مذهب النحويين.

ـ

المعنى‌

لما ذكر الله سبحانه وعيد الظالم لنفسه بكنز المال من غير إخراج الزكاة و غيرها من حقوق الله منه اقتضى ذلك أن يذكر النهي عن مثل حاله و هو الظلم في الأشهر الحرم الذي يؤدي إلى مثل حاله أو شر منه في المنقلب فقال «إِنَّ عِدَّةَ اَلشُّهُورِ عِنْدَ اَللََّهِ اِثْنََا عَشَرَ شَهْراً» أي عدد شهور السنة في حكم الله و تقديره اثنا عشر شهرا و إنما تعبد الله المسلمين أن يجعلوا سنيهم على اثني عشر شهرا ليوافق ذلك عدد الأهلة و منازل القمر دون ما دان به أهل الكتاب و الشهر مأخوذ من شهرة الأمر لحاجة الناس إليه في معاملاتهم و محل ديونهم و حجهم و صومهم و غير ذلك من مصالحهم المتعلقة بالشهور و قوله «فِي كِتََابِ اَللََّهِ» معناه فيما كتب الله في اللوح المحفوظ و في الكتب المنزلة على أنبيائه و قيل في القرآن و قيل في حكمه و قضائه عن أبي مسلم و قوله «يَوْمَ خَلَقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ» متصل بقوله عِنْدَ اَللََّهِ و العامل فيهما الاستقرار و إنما قال ذلك لأنه يوم خلق السماوات و الأرض أجرى فيها الشمس و القمر و بمسيرهما تكون الشهور و الأيام و بهما تعرف الشهور «مِنْهََا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ» أي من هذه الاثني عشر شهرا أربعة أشهر حرم ثلاثة منها سرد ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم و واحد فرد و هو رجب و معنى حرم أنه يعظم انتهاك المحارم فيها أكثر مما يعظم في غيرها و كانت العرب تعظمها حتى لو أن رجلا لقي قاتل أبيه فيها لم يهجه لحرمتها و إنما جعل الله تعالى بعض هذه الشهور أعظم حرمة من بعض لما علم من المصلحة في الكف عن الظلم فيها لعظم منزلتها و لأنه ربما أدى ذلك إلى ترك الظلم أصلا لانطفاء النائرة و انكسار

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست